قدمت بين يدي قراء (الرياض) مقالة بعنوان (صلاة الفجر يا عباد الله) التي نشرت في 6 يوليو المنصرم هذا العام والتي كتبت على إحدى المآذن بالرياض وأشرت إلى ما لوحظ من قلة مصلي الفجر في كثير من المساجد رغم ما ورد في القرآن والسنة عن تلك الصلاة التي جعلها الله في آخر الليل في الظلام ليختبر عباده هل يلبون النداء (الصلاة خير من النوم)؟ ويتركون وراءهم الفراش ويسعون جادين للصلاة التي تشهدها الملائكة (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) الإسراء (78). وطوبى لمسلم يصلي الفجر مع الجماعة فيحضر مولد يوم جديد وهو خاشع لله وتكتب صلاته كقيام ليلة وإذا بقي في المسجد ليذكر الله تعالى حتى طلوع الشمس وصلى ركعتين كتبت له عمرة، وهو في أمان الله حتى يمسي وفوائد مهمة أخرى أشرت إليها في مقالتي السابقة لا يسمح المجال لإعادتها ولكن الذي لفت انتباهي – هو هل النساء اللاتي يصلين الفجر في رحالهن في وقتها – هل تكتب لهن ما ذكر من أجر وفوائد التي يجنيها الرجال؟ فبعدما سألت بعض المشايخ وطلبة العلم توصلت إلى أن الله تعالى لم يأمرهن بالصلاة جماعة في المسجد وأن النساء اللاتي يصلين الفجر في وقتها في مكان إقامتهن تكتب لهن جميع الأجور والثواب كالتي تكتب للرجال وهذا هو الحق والعدل ولم يرد ما ينفي ذلك أن من طبيعة الزوجات والأمهات وغيرهن من النساء المكتوبة عليهن الصلاة يشاركن في إيقاض أفراد الأسرة للصلاة وإنارة المصابيح وما أروع أن تنهض الأسرة بأسرها ممن عليهم الصلاة – بالصحيان والاستعداد للصلاة في وقتها وتشجيع الأطفال ممن هم حول العاشرة من عمرهم لصلاة الفجر، فتدب الحياة في المنزل كما أن من المناسب أن يكون كل فرد من الأسرة من كتبت عليهم الصلاة أن يكون لديه وسيلة للتنبيه وأن يتناوبوا للإيقاظ، ويظل رب الأسرة هو المسؤول الأول عن أمر أهله بالصلاة مع شدة الصبر والمتابعة على ذلك (وأمُرْ أَهَلَكَ بِالصَلاةِ واصْطَبِر عَلَيهَا) طه (132). عن محمد بن علي عن جابر بن عبدالله قال: (بينما نحن قعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصحابية أسماء بنت يزيد الأنصاري فقالت: يارسول الله أنا وافدة النساء إليك يارسول الله، رب الرجال ورب النساء الله عز وجل وآدم أبو الرجال وأبو النساء وحواء أم الرجال وأم النساء وبعثك الله عز وجل إلى الرجال والنساء فالرجال إذا خرجوا في سبيل الله فقتلوا فهم أحياء عند ربهم يرزقون، وإذا خرجوا فلهم من الأجر ماقد علمت ونحن نخدمهم ونحبس أنفسنا عليهم ماذا لنا من الأجر، فقال رسوال الله صلى الله عليه وسلم: (إقرئي مني السلام و قولي لهن: إن طاعة الزوج تعدل ماهنالك وقليل منكن تفعله) رواه البزار والطبراني وإبن أبي الدنيا. وبذلك يتضح ليس فقط الأجر والثواب للمرأة في صلاة الفجر بل حقوقها الواسعة في كل مايقوم به الرجل من الأعمال الصالحة والمهام الكبيرة إذا طاعت الزوجة زوجها فيما يرضي الله، وبالنسبة لصلاة الفجر والحرص عليها يبارك الله لك جميع أوقاتك وتجعلك حريصا على النوم مبكراً لتُسهل عليك اليقضة ولتبتعد عن ضرر السهر، فلنتوكل على الله ونشمر عن سواعد العمل رجالاً ونساء ونلبي النداء (الصلاة خير من النوم) وفي مقال قادم نورد بعون الله ماورد في الكتاب والسنة فيما يحمي الزوجة من الظلم ومايجعل الحياة سعيدة بين الزوجين.