تعول الدول على السياحة كثيرا نظرا لأثرها البالغ في دعم القوة الاقتصادية لا سيما اذا استثمر هذا الجانب بحرفية ومهنية عالية تسبر أغوار هذه الصناعة العريقة، السياحة بمفهومها الشامل اكبر من ان تختزل في نطاق ضيق وفهم محدود، كل دول العالم قاطبة تتكئ على السياحة كرافد اقتصادي وثقافي واجتماعي بنسب تتفاوت وفقا لتوافر مقومات هذه الصناعة. اكاد اجزم بأن الآلاف وربما الملايين لديهم الرغبة في زيارة بلدنا الحبيب هذا الجزء المؤثر تاريخيا وفكريا وثقافيا من الطلبة والباحثين وغيرهم فضلاً عن ما تشكله الاثار التاريخية من أهمية قصوى، لذا باتت حماية الآثار والاهتمام بالموروث التاريخي والذي تعتز بإبرازه الشعوب وتفخر بمعالمه في غاية الأهمية كونه يشكل امتدادا للنسق الحضاري للأمم على اختلاف الأسباب التي أنشئت من أجلها تلك المعالم إلا أنها تبقى للتاريخ وللشعوب. وهو حق جمعي لا يمكن المزايدة عليه أو التقليل من قيمته لما للاعتبارات التاريخية من مكانة تٌستلهم من خلالها الخبرة والعبرة والتأمل، من هنا فإن المحافظة عليها واجب وطني يحتمه التزام الإنسان بانتمائه والتصاقه بأرضه تجاه هذا الإرث الذي تحيطه الأمم بالعناية والاهتمام لأبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية، إن الطفرة السياحية التي تشهدها بلادنا الحبيبة باتت تسطر إضاءاتها الباسمة على كل من يستشعر هذا الدور الذي تقوم به الأجهزة المختلفة وإذا أخضع التفاؤل للرهان في هذه المسألة فإن النجاح تلو النجاح سيتحقق بإذن الله، في حين أن المؤشرات المنطقية لن تحيد عن القياس الموضوعي والمنصف. السياحة جسر تواصل ورسالة سلام تعزز العلاقات بين الشعوب وتتيح الإلمام بثقافات الأمم، والجانب السياحي ما فتئ يبرز الصورة الجميلة التي يتحلى بها وطننا وأبناؤه من الحب والجمال والبساطة في هذا البلد، ان تفعيل التكامل بهذا الصدد يكمن في دورنا كمواطنين لتعزيز هذه الجهود المباركة والعائد الأول والأخير للمواطنين أنفسهم يدا بيد نحو مستقبل مشرق مضيء، واستشراف للآفاق بزرع الخير والمحافظة عليه، ومن أطر المحافظة ولا ريب الإسهام في قوة هذه الصناعة، فيما يعد التنوع في الإنشطة السياحية اضافة ايجابية. المسرح على سبيل المثال ابو الفنون ان جاز التعبير وفجرت وسائل التواصل الحديثة او بالأحرى الإعلام السريع طاقات على قدر كبير من التميز والإبداع ولاريب ان احتوائها وصقلها وفق اطر إعلامية حديثة سيؤسس لجيل مسرحي واعد وفي سياق تطور صناعة اعلام قوي يترجم الأفكار الخلاقة الى أطروحات من خلال ديناميكية حضارية تختصر المسافة وتستشرف المستقبل بمعطيات الواقع، وكلما كان التناسب بين النظرة المستقبلية والواقع في حدود المنطق والموضوعية كلما كان الوصول امناً، ان دورنا كمواطنين يتجلى في الأخذ بعين الاعتبار للآثار الإيجابية التي تعود من السياحة للوطن والمواطن، ومن ذلك التيسير والتقليل من تكلفة الأسعار، فقليل دائم خير من كثير منقطع فالسائح في ربوع الوطن حينما يجد أسعارا عالية، فإنك لن تكسبه إلا مرة واحدة، وبالتالي فإنه سيشرق اويغرب عن مكانك المرة القادمة، ومن وسائل الجذب أيضا التحلي بالروح العالية والأخلاق الجميلة ونقل الواقع المشرق للبلد بكل مآثره الجميلة بل والإسهام بالدعوة لدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال التأثير على الزائرين، أي إن التعريف بتاريخ بلدك وآثاره يشكل ولا ريب عنصرا مؤثرا في مجال الجذب والتشويق مقرونا بروح المبادرة، سابق الذهن في صنع التصور الذي سيترك أثرا لدى المتلقي ولنكن رسائل مفعمة بالحب والسلام لكل راغب في زيارة وطننا الحبيب وبالله التوفيق.