قالت الشرطة العراقية ومسعفون أمس الاثنين: إن اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين مناهضين للحكومة أسفرت عن مصرع 15 شخصا على الأقل في حي مدينة الصدر بشرق بغداد الليلة قبل الماضية ما يرفع عدد قتلى أعمال العنف التي بدأت قبل نحو أسبوع إلى 110 على الأقل. وقال الجيش في ساعة مبكرة من صباح أمس: إنه سينسحب من الحي السكني مترامي الأطراف وسيسلم السيطرة للشرطة في مسعى على ما يبدو لتهدئة التوتر. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ عبدالمهدي في مكالمة هاتفية بأنه يثق في القوات العراقية ويدعم الحكومة في سبيل تعزيز الأمن. ولم يخض البيان في تفاصيل. وأضاف البيان "واستعرض رئيس مجلس الوزراء تطورات الأوضاع الأمنية وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد رفع حظر التجوال، وأكد سيطرة القوات الأمنية وإعادة الاستقرار". واشتعل فتيل الاحتجاجات في بغداد يوم الثلاثاء مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب البطالة وسوء الخدمات وتفشي الفساد في أوساط القادة والسياسيين. وامتدت الاضطرابات إلى عدد من مدن الجنوب ذات الأغلبية الشيعية. وأطلقت الشرطة الذخيرة الحية منذ اليوم الأول وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن 110 قتلى وفقا لإحصاء أجرته رويترز استنادا إلى تقارير الشرطة ومسعفين. وأعلنت وزارة الداخلية مصرع 104 أشخاص في الاضطرابات وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين. وأضافت أن ثمانية من القتلى من قوات الأمن. ووافقت الحكومة على زيادة الإسكان المدعوم للفقراء ورواتب للعاطلين عن العمل وبرامج تدريب ومبادرات تمنح قروضا للشباب. وذكر التلفزيون الرسمي الاثنين أن السلطات قالت: إنها ستحاسب أفراد الأمن الذين تصرفوا بطريقة خاطئة في مواجهتهم العنيفة للمحتجين. وتنفي وزارة الداخلية أن تكون القوات الحكومية قد أطلقت النار على المحتجين مباشرة. ويطالب المحتجون بتغيير ما يصفونه بنظام فاسد تماما ونخبة سياسية أعادت البلاد إلى الوراء رغم مستويات لم يسبق لها مثيل من الأمن منذ انتهاء الحرب على تنظيم داعش. الحشد يهدد أعلن رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض الاثنين أن فصائله جاهزة للتدخل لمنع أي "انقلاب أو تمرد" في العراق، في حال طلبت الحكومة ذلك. وقال فالح الفياض خلال مؤتمر صحافي في بغداد: إن "هنالك من أراد التآمر على استقرار العراق ووحدته"، مؤكداً أن الحشد الشعبي، الذي يعمل في إطار رسمي، يريد "إسقاط الفساد وليس إسقاط النظام"، في رد على شعارات المتظاهرين. وقبيل ذلك، اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن "الأعداء" يحاولون دق إسفين بين طهرانوبغداد، وذلك في تغريدة الاثنين بعد الاضطرابات الدامية في العراق. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) فإن تصريح المرشد الأعلى يأتي تعليقاً على الأحداث الأخيرة في العراق.