كثير منا شاهد عدداً من برامج «الواقع»، والتي تعتمد على مشاهد وردود فعل طبيعية وفقاً لمكان محدد وأشخاص معينين، بطابع ثقافي ترفيهي وتوثيقي أيضاً في بعض الأحيان. هناك من تابع قناة «بداية» ببرنامجها الذي لا يخرج محتواه من «سواليف» داخل أسوار استراحة في قرية «العمارية»، وعلى النقيض هناك من يعجب أيضاً ببرنامج اعتمد على نمط جديد وتجارب جديدة في السياحة والسفر واكتشاف الثقافات والشعوب حول العالم كبرنامج «وين الحين» على قناة MBC الذي تميز بخلطة مغامرات ورحلات من مذيعاته السعوديات «ساره عمر، هيا السماري، نهال فلمبان» اللاتي اعتمدن على أسلوب تشويقي وتوعوي وإنساني ورياضي في المواقع التي زاروها، أيضاً برنامج «لفة المملكة» على ذات القناة اعتمدت على شباب سعوديين «أحمد البارقي، سامي الزهراني، رها محرق» لاكتشاف أماكن لم يشاهدها الكثير بل مغيبة في إعلامنا وكتبنا الدراسية من تقاليد وثقافات وتضاريس ومواقع تاريخية مختلفة في قرى ومحافظات ومدن السعودية. المملكة بدأت الجمعة الماضية في تطبيق نظام إلكتروني جديد لاستقبال السياح من «49» دولة عبر منافذها، وهذا يتطلب إطلاق مشروع إعلامي ببرامج «واقع ووثائقيات» بلغات متعددة لجذبهم في زيارة السعودية بما تحتويها من تضاريس ومعالم أثرية منوعة، وليس من المعيب في بداية أي فكرة جديدة أن نستعين بخبرات سابقة من دول عدة في تسويقها السياحي، في ظل توفر إمكانات مادية وطاقات وكوادر بشرية. «باختصار» .. إعلان لمدة 30 ثانية أو حتى دقيقة عبر قناة عالمية، لن يجعل السائح الغربي يحزم حقائبه فوراً تجاهنا لأنه سيبحث في المواقع وشبكات التواصل، وحينما لا يجد مضموناً سياحياً معلوماتياً بلغته فلن يأتي، هذه المرحلة تتطلب منا احترافية في «صناعة محتوى» ثقافي سياحي جديد وبثه إلى العالم، بالإضافة إلى استضافة كبرى الصحف والقنوات العالمية لنقل مشاهد حقيقية من مناطقنا.