@ وضع الوسادة تحت رأسه بعد رحلة برية كان يعشقها.. وفتح جهاز التلفاز وراح يتابع برامجه المفضلة.. حتى جاء اليوم التالي لم يذهب كعادته لمكتبه.. كان العاملون تحت امرته يضبطون ساعاتهم على حضوره وانصرافه فقد كان دقيقا عاشقا لعمله.. وحين استمر الغياب اتصلوا به ولكن لا احد يجيب.. وبعد ساعات ذهب صديقه الوفي لمنزله ليتحرى الامر فزوجته واطفاله كانوا في العاصمة استعدادا للعيد مع ذويهم.طرق الباب مرة ومرتين وثلاثا, ثم نظر من نافذة تطل على الصالون فشاهد التلفاز ونظر الى الارض فوجده يستند الى مخدته بلا حراك.. جاء رجال الامن والاطباء ليكتشفوا انه فارق الحياة بنوبة قلبية.. وقبل ان يودع اطفاله وزوجته واقاربه واحبابه. قبل اسبوع فقط كنت احمل مفكرة صغيرة طلبت منه ان يكتب لي كلمات للتاريخ.. كنا حينها في الصف الاول المتوسط قبل اكثر من ثلاثين سنة فكتب يقول انه مهما حاولنا ان نبقى سويا فان الزمن سيقول كلمته ذات يوم ومضت السنون وفي كل عام افتح المفكرة لاضيف عاما من الحب والصداقة والعيش والملح مع هذا الانسان. صدقوني لا اعرف لماذا هذا الانسان فقط فقد كنا شلة ومازلنا لكنني لم اطلب الا منه ليكتب تلك الاسطر لقد قال القدر كلمته قبل ان اودعه او يودعني. بكينا جميعا.. لكن كالعادة البكاء لا يعيد من نحب وعدنا من جديد نمارس حياتنا التي لا تتوقف رغم ألم الحسرة ووجع الفراق وصدمة المفاجأة لقد كان عيدا مرا فبأي حال عدت ياعيد. يالها من حياة قصيرة, فالانسان قد ينتقل من عالم الى آخر ومن الحياة الى الموت في اقل من رمشة عين والنفس الذي يأخذه الانسان قد لا يخرج ثانية.. ومادامت الحياة هكذا فلماذا يتنامى الكره بيننا؟ ولماذا ينتشر الحقد والحسد والضغينة وكأننا نعيش الدهر كله.. رحم الله اخي وصديقي صالح الصيخان ولعل في قصته عبرة لي ولكل قارىء كريم فالحياة قصيرة لا تستحق منا كل هذا التحامل والتنافر فيما بيننا.. دعونا نفتح صفحات بيضاء مع من نتفق او نختلف معهم دعونا نصفح عن بعضنا ونلتمس العذر لمن يخطىء بحقنا.. فالحياة اقصر مما نتصور.. والله يحفظكم ويحفظنا... ولكم تحياتي