في السفر، وعند كل مرة نتحدث فيها عن التغييرات في "السعودية الجديدة"، والإصلاحات الكبيرة في "رؤية السعودية 2030"، في مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية وغيرها، يتفاعل المستمعون، بصرف النظر عن صفاتهم المهنية ومرجعياتهم، لكنهم في الوقت نفسه يعتقدون أننا لسنا محايدين. لا يمكن للمتلقي الخارجي أن يؤمن بالتغيير سماعياً، أو لمجرد ثقته بالمتحدثين، خاصة مع وجود مكائن إعلامية غير موضوعية، ودول معادية، وتنظيمات إرهابية ومتطرفة، وجماعات ضغط وأفراد؛ تقوم بضح معلومات غير دقيقة، ومشوهة في معظم الأحايين، تتقاطع مع أهدافهم وأجندتهم العدائية دائماً. بالإضافة لبعض الصور الذهنية المترسخة، والتي تحتاج للتفاعل المباشر للتغيير. أكبر فرصة للإيمان بفكرة أن تتفحصها بنفسك. لقد حان الوقت لأن تفتح المملكة حضنها الكبير، أن تقبل السياح والأحباب، أن تحفز الأصدقاء على الزيارة. أن يجيء الراغبون، ويكتشفوا التنوع الجغرافي والعمق التاريخي، ويفتشوا في الحضارة والإرث المعرفي الضخم. معرفة الثقافة السعودية، والاطلاع على تفاصيل المجتمع، ومشاركة التغيير والحلم السعودي؛ ليست كل المستهدف من إطلاق التأشيرة السياحية، فالمستثمرون أيضاً مستهدفون فيها، لأن أرض السعودية خصبة، وحالمة، وتملك الكثير من الوعود والطموح. ولأن الأرقام تتحدث، كما يقال، فالاستشهاد بها خير منطق. يقول أحمد الخطيب، رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، إنه "تم الانتهاء اليوم من وضع استراتيجية السياحة الوطنية إلى عام 2030. ونستهدف من خلالها تحقيق 100 مليون زيارة، وهذا يتطلب توفير مئات الغرف الفندقية الجديدة". ويقدر الخطيب أن هناك حاجة لاستثمارات بنحو 250 مليار ريال، تشمل 500 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول 2030، نصفها في مشروعات عملاقة تدعمها الحكومة والنصف من مستثمري القطاع الخاص. لكن بعيداً عن الأرقام، السعودية تتغير بسرعة وبثقة وجرأة واضحة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاستثماري، وحتى على الصعيد الاجتماعي، وشعبها متفاعل جداً مع التغييرات الكبيرة التي كانت إلى ما قبل 2016 تحتاج إلى عقود من الزمن. هذه السعودية الجديدة تفتح الأبواب والنوافذ والسماوات، والخزائن الإنسانية والحضارية على أرضها، ولا تحتاج إلا لزيارة لمدة 5 أيام لاكتشافها بنسختها الجديدة، وهي تقول: (السعودية ترحب بالعالم). والسلام..