يقول المؤلف الياباني نيشينو أكيهيرو: «من هواياتي تصليح وجمع الساعات القديمة، ولاحظت أن عقربي الساعة القصير والطويل يلتقيان أحدهما فوق الآخر في كل ساعة مرة واحدة، فعلى سبيل المثال الساعة الواحدة وخمس دقائق يلتقي العقربان، وكذلك الساعة الثانية وعشر دقائق، وهكذا. ولدي ساعة تصدر نغمة جميلة كلما التقى العقربان، ولكن لاحظت أن عقربي الساعة لا يلتقيان عندما ندخل الساعة ال11. نعم لا يلتقيان إلا عندما تصبح الساعة ال12. وما أردت أن أقوله هنا هو أن كلًا منا ستمر عليه في حياته فترة الساعة ال11 عندما لا يسمع صوتًا ولا يرى نجاحًا ويشعر بصعوبة التحديات وكبر المشكلات، ولكن اطمئنوا وتذكروا أنها فترة انتقالية لا بد منها لنصل إلى مرحلة النجاح التالية..». مقالة اليوم تناقش نظرية الساعة الحادية عشرة.. بداية لا تبدو نظرية الساعة الحادية عشرة غريبة على ثقافتنا العربية، ومن ذلك قول الشاعر الشهير: «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج». وبشكل عام ترتبط نظرية الساعة ال11 بكيفية تحويل الفشل إلى نجاح. وفي هذا الصدد، قد تكون نصائح السيد ريتشارد فينتون مفيدة كما أوردها في مقالته المنشورة بتاريخ 15 أبريل 2019م حول الأسرار الخمسة لتحويل الفشل إلى نجاح، ومنها: أولاً، أعد تعريف الفشل داخلك: الكثيرون يضعون أنفسهم بين خياري الفشل والنجاح، ما يرفع درجة الشعور بالخوف من الإخفاق، ولكن قد يتغير الأمر تمامًا لو استطاع المرء أن ينظر إلى النجاح على أنه الهدف النهائي، بينما يتم النظر إلى الفشل على أنه وسيلة وأداة للوصول إلى ذلك الهدف. ثانيًا، ارفع عدد المرات التي تفشل فيها: إذا كان رفع نسبة النجاح وعدد مراته مرتبطًا بزيادة الخبرة والتجربة من حالات الفشل السابقة، فسيكون من الإيجابي السعي إلى رفع عدد مرات الفشل بالنظر إلى أنها فرصة للتعلم والوصول إلى النجاح. ثالثًا، حدد أهدافًا لعدد مرات الفشل: كما أن وضع أهداف محددة وأرقام للنجاحات، فتحديد أرقام مستهدفة للفشل قد يكون إيجابيًا. فكما أنه من الجيد الموافقة على الاستثمار في مشروعين مثلاً، فمن الصحي رفض عشرة مشروعات لم تستوفِ الشروط.. رابعًا، احتفل بفشلك: كما يحتفل الإنسان بنجاحاته، فاحتفاله بالفشل يساعد على تقبل الإقرار بالأخطاء والفشل بهدف التعلم منها والتسامح مع النفس بتقبل حالات الفشل وعدم السقوط في مستنقع اليأس ولوم الذات المبالغ فيه. خامسًا، اشحذ شجاعتك على المرور بتجربة الفشل: الشجاعة على تقبل الأخطاء مثل الوقود للسيارة التي يمكن أن تسير بها، أو كالعضلات القادرة على تحريك اليدين لتنفيذ المهمات المختلفة. وهذه الشجاعة ترتبط بالثقة والإيمان بمستقبل أفضل. وأختم بالمقولة: «مهما فعلت بك الحياة حتى إن جرحتك، كن قويًا ومتماسكًا وتصرف كما لو أن كل شيء على ما يرام، الجدران القوية قد تهتز ولكنها لا تسقط!».