أجري استطلاع لعدد من الخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الاقتصادي حول مدى قناعة الشباب السعودي لمستقبلهم خلال رؤية 2030 القادمة، وبالاتفاق مع "ملتقى مثقفي الخليج العربي"، حيث أجرت "الرياض" هذا الاستطلاع للوقوف على مدى أهمية وقناعة الشباب السعودى بمستقبلهم الوظيفي، وكذلك أهمية القضاء على البطالة في أوساط المجتمع السعودى ولا سيما الشباب الخريجين من الجامعات والكليات والمعاهد السعودية، لا سيما أن الظروف الصعبة التي تحيك بالمنطقة من تهديدات ومخاطر إقليمية ودولية مقلقة ومزعجة، وحول هذه التساؤلات والمخاوف والمخاطر تحدث المعنيون في هذا الأمر بكل صراحة وشفافية في هذا التحقيق الخاص. في البداية قال د. مبارك بن سعيد حمدان: الشباب في كل المجتمعات هم الروح النابضة لها والأداة الفعالة لنهضتها والطاقة الإيجابية لرفعتها وفي وطننا المعطاء يمثل الشباب ما نسبته 60 % من السكان، ولذلك يتوقع منهم دور فعال ومهم في مسيرة التنمية وتحقيق الرؤية، ومن أجل مشاركة فاعلة للشباب في هذه الرؤية الطموحة التي ترتكز على ثلاثة أسس جوهرية هي وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، إلا أنه من أجل نجاح هذه الرؤية وتنفيذها بما يحقق الأهداف المرجوة منها، فقد يكون من المناسب القيام بإعداد خطة توعوية وتثقيفية بأهمية الرؤية والتعريف بها لكافة شرائح المجتمع وخصوصاً الشباب، وتنظيم حلقات نقاشية وورش عمل يشارك فيها الشباب لمعرفة الأدوار المنوطة بهم في مثل هذه الرؤية، وتنظيم عدد من المحاضرات والندوات حول الرؤية، وإعداد ملتقيات مصغرة يشارك فيها طلاب الجامعات وتقديم أوراق عمل ودراسات وأبحاث تتناول المهام التي يتوقع من خلالها المشاركة الفاعلة من قبل الشباب، قد يكون من المناسب قيام بعض الشخصيات العلمية والتربوية وغيرهم من الخبراء بزيارات للمدارس والجامعات للتعريف بالرؤية وما ستحققه من نتائج إيجابية وأن الأمر يتطلب تضافر كل الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك الأفراد. وأضاف الغامدي أن فهم الشباب لرؤية 2030، تُعنى هذه الرؤية بالشباب والشابات السعوديين، فهم المعنيون بها، ومن أجلهم وتحقيق طموحاتهم وبناء مستقبلهم؛ كانت هذه الرؤية ليكونوا ضمن أهدافها، ومحققين لها، فهم الأكثر ارتباطاً بمخرجاتها، والذين هم جديرون بتحمل أعبائها والمتأثرين بمستقبلها، فتجدهم حريصين على تتبع مسيرتها ومراحل تنفيذها، والانخراط في مناحيها، ومن الملاحظ أن الشباب يعيشون واقعاً مشرفاً مع العصر التقني، بل إن جُلهم برز في مجالات عدة تتماشى وعصر التقنية الرقمية، ومن هذا المنطلق فإنه يعوّل عليهم فهم استراتيجيات تلك الرؤية والتفاعل معها بإيجابية، والإصرار على المشاركة في تحقيق أهدافها، وهذا -ولله الحمد- نلمسه فيهم عند الحديث عنها وعن مراحل تنفيذها. من جهته يقول اللواء محمد بن سالم الشهراني لا شك أن رؤية المملكة 2030 رؤية طموحة تستشرف المستقبل وتهدف لرخاء المواطن ورفاهيته وتوفير سبل العيش الكريم له، وذلك بتنوع مصادر الدخل ورفع كفاءة الفرد السعودي وإنتاجيته وكذلك الأسرة السعودية، ويتحتم على وسائل الإعلام بكافة مشاربها تأصيل مبادئ الرؤية لدى الشباب وشرح مضامينها شرحاً وافياً وعقد الندوات وورش العمل للشباب لفهم مقاصد وأسس واستراتيجيات وأهداف الرؤية وبذلك يتم تفاعل الشباب تفاعلاً بناءً مع استراتيجيات الرؤية وإشراكهم في الخطط التتفيذية لهذه الاستراتيجيات، ومن المؤمل من العاملين على تنفيذ استراتيجيات وخطط وأهداف الرؤية تذليل المعوقات والمصاعب التي تواجه الشباب وإشراك أصحاب الأعمال للمساهمة في حل المعوقات وتسهيل السبل للشباب لأن يكونوا عنصراً فاعلاً في المجتمع. ومن جانبه قال د. أحمد الدوسري الخبير الاستراتيجي البحريني ورئيس مجلس إدارة أحد البنوك، اعتقد يغفل البعض أن المجتمع السعودي مجتمع شاب، بسبب الطفرة الأولى والثانية وكثر تعدد الزوجات، وتزوج الشباب وهم صغار، المجتمع السعودي مجتمع شاب، وتشكل نسبة الشباب في المجتمع السعودي 80 % تقريبا، وهذه حالة إيجابية طبعا، ومن حسن حظ السعودية، لأن الدول التي تعاني من نسبة كبار السن تعاني مشكلات اقتصادية واجتماعية لرعاية كبار السن وإيوائهم، ويكونون غالبا غير منتجين وفاعلين، فيكونون عالة وتركة ثقيلة على الدولة، لكن في المملكة هناك نسبة كبيرة ومهولة من الشباب، فلذلك يجب تعليمهم وتأهيلهم وتحصينهم من الانحراف والضياع والانجراف، لأن نسبتهم كبيرة ونسبة البطالة بين الشباب مرتفعة جدا، وهم لا شك ثروة عظيمة إذا استثمرت بشكل صحيح، لأن الشباب هم عمادة المستقبل لبلدهم، وهم أساس التنمية وازدهارها وقوتها وأفضل استثمار هو الشباب. من جانبه قال اللواء د. صالح الحربي الرؤية السعودية 2030 هي خطة طموحة من أمير شاب إلى شباب المملكة، خطة وقودها الشباب لتنفيذ كافة الأهداف المستهدفة ولكي تصل الخطة إلى مبتغاها لا بد من أن يفهموا كافة بنودها وخططها لأنهم الذين سيقومون بتنفيذها وهنا يأتي دور الإعلام ورجال الاقتصاد والفكر والتعليم فى توضيح الرؤية للشباب، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم سواء كانت تعليمية أو فكرية فمن دون تعليم متطور وحديث وفكر وسطي لا يمكن تحقيق أهداف الرؤية، إضافة لهيكلة الدوائر الحكومية بما يتناسب وأهداف الرؤية للبعد عن الروتين البيروقراطي المعطل والمعيق لها، وتهيئة البنية التحتية من مواصلات بمختلف أنواعها واتصالات وكهرباء ومياه.. إلخ، ولكون الخطة تعتمد على القطاع الخاص والتقليل من نفوذ القطاع الحكومي، من هنا فإن فرصة مشاركة الشباب كبيرة جدا خاصة في الأعمال الصغيرة والمتوسطة. من جهته يقول سعيد بن حسين بن مشيط: ما نشاهده ولله الحمد من استمرار للتنمية في جميع مجالاتها العلمية والعملية والصناعية والتدريب والتطوير، وتلك الكوادر من الشباب والفتيات في مجتمعنا، وما حظيوا به من تعليم وتدريب وما اكتسبوه من مهارات ومعارف سواء من داخل جامعاتنا أو ممن تم ابتعاثه إلى خارج الوطن هو قيمة عظيمة واستثمار في الإنسان ذاته الذي يترجم قدراته للمساهمة في الإنتاج والإنجاز الذي تعود كل تلك الجهود إلى خدمة الوطن والمجتمع، أثبتت التجارب على مر الزمن قدرة شبابنا العربي عامة وأبناء وطننا خاصة بما يحملونه من إيمان صادق واعتقاد بمقدرات وطنهم وما يستحقه من فكر وتخطيط وتنفيذ في مشروعاته العملاقة والعظيمة بما يتوافق مع مخططات العطاء ورؤية المملكة 2030. وقال العقيد فلاح بن هندي: تمثل رؤية 2030 مصدر تفاؤل كبير لشباب وشابات المملكة تجلى بوضوح في انخراطهم في مجالات التنمية الاقتصادية التي فتحتها لهم هذه الرؤية المباركة، وأصبحوا هم الطاقة الطبيعية والثروة البشرية والقدرة الإنتاجية فيها، ومن أهم أهداف الرؤية في تنويع مصادر الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط إيجاد شعب عامل منتج في مجالات اقتصادية متعددة تعتمد على مهارة الإنسان ولياقته الفكرية والجسدية وحيوية الشباب التي تصنع منه قوة إنتاجية تحقق أهداف الرؤية في مختلف القطاعات الإنتاجية التي يديرها القطاع الخاص بدلاً من الاعتماد على المؤسسات الحكومية لا يمكن أن نتجاوز أن مصدر هذه الرؤية وقائد خطة تنفيذها هو شاب سعودي طموح مليء بالثقة والتفاؤل والمعرفة وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ويجسد بذلك صورة للقائد القدوة للشباب السعودي الذي يعول عليهم ويثق بهم ويدعمهم، وتفتح الرؤية آلاف الفرص الوظيفية التي لن يشغلها سوى الشباب السعودي المؤهل من أجل خفض نسبة البطالة من 11.6 % إلى 7 % كأحد أهداف الرؤية. وقال فهد مداوي: مما لا شك فيه أن التخطيط بعيد المدى سواء لدولة أو وزارة أو شركة يعد أساس النجاح؛ لأنه يجعل كل قطاع ينفذ ما يخصه في تزامن متصل ويكون عملا جماعيا عمل الفريق الواحد ويلغي الاجتهادات والقرارات الفردية والشخصية أما فهم الشباب رؤية المملكة 3020 أعتقد أن أهم مراحل الرؤية هي التوعية، وأرى أن الرسالة لم تصل إلى الشباب وتحتاج إلى تفعيل ندوات ودورات وورش عمل في الجامعات والمدارس وفي كل المناطق وحتى المدن الصغيرة وحتى في التواصل الاجتماعي لإيصال رسائل أهداف ومهام الرؤية وكلنا يعلم أن خادم الحرمين وسمو ولي عهده يوليان الشباب اهتماما وعناية خاصة وخاصة أن المملكة دولة شابة ولله الحمد ونسبة الشباب عالية في هذا الوطن الغالي حسب الإحصائيات، أتمنى أن يتم إعطاء التعليم اهتماما خاصا في الرؤية ويعاد النظر في كل أمور التعليم بدءا بشروط اختيار المعلم يجب أن لا يقبل إلا من لديه معدلات و قدرات ورغبات عالية وشروط قبول مثل اختيار الطبيب والمهندس والكليات العسكرية ولا تكون مهنة التعليم لمن يرفض من هذا المجالات ويكون مجبرا على أن يكون معلما وعليه يعمل من أجل الراتب، لأن المعلم والتعليم هما الأساس في تطوير ورقي الدول والمجتمعات. من جانبه قال د. سعيد بن غنوم: ترتكز رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على ثلاثة محاور" مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، والحيوية تكون في مرحلة الشباب أقوى المراحل العمرية إنتاجا وتفاعلاً وابتكارا ولمواجهة احتياج الشباب زاد عدد الجامعات والكليات التقنية والبعثات والتخصصات وسُنت الكثير من الأنظمة والقوانين لتوطين الوظائف في القطاع الخاص وألزمتهم بإحلال الوظائف بدءا بمساعدي المديرين التنفيذين وصولا إلى شغل الوظائف القيادية، وقد أثبت الشباب السعودي جدارته في الكثير من الوظائف التي تحتاج معرفة ومهارة بل إن بعض السعوديين يعملون في أدق التخصصات العلمية وحازوا على مراكز علمية ولتحقيق حيوية المجتمع تهتم الدولة بإتاحة فرصة العمل في سد احتياج الوطن من الصناعات المدنية التي تخدم احتياجات السوق وقطع الغيار في المجالات العسكرية وأقامت المعارض للابتكارات وتقديم القروض والأراضي للراغبين في دخول مجالات العمل المتاحة وفي الجانب الآخر تشجع التكتلات الاقتصادية التعاونية التي نؤمل أن تسهم في قيام مؤسسات تخصصية في جميع المجالات، وننتظر زيادة في التحول لتزداد فرص العمل أمام قوة العمل المطلوبة حاضرا ومستقبلا وأصبح الشباب السعودي من الجنسين يعملون بكفاءة عالية في مجالات العمل. وأضاف العقيد الركن سعيد بن محمد القاضي في ذكرى يومنا الوطني التاسع والثمانين، نستذكر بدايات رؤية المملكة 2030 التي بدأت مع خيوط الفجر الأولى لليوم الخامس من شهر شوال العام 1319ه حيث كتب الموحد الصفحة الأولى من خطة النهوض بالمملكة بفتحه للرياض واستعادة ملك آبائه وأجداده، لتنطلق عجلة التوحيد والبناء. إن هذه الرؤية الطموحة التي تجاوزت الحد الأعلى من طموحات شعب شاب، أبهرت العالم، بما تحمله من رؤية وطموح، زادها ألقا وصدقا، أنها أعلنت وبدء العمل بها على الفور، فأثبتت جدواها ومصداقيتها، وجعلت شركاءنا العالميين يتسابقون لكي يكونوا جزءا من رؤيتنا، ومما يبث روح الدفع في هذه الرؤية أنها ركزت على الشباب الذي يشكل أكثر من 70 % من الشعب، ليعطيها زخما وحماسا كون الشباب هم هدفها وعمادها، وقد بدأت -ولله الحمد- النتائج الإيجابية لهذه الرؤية الطموحة تتحقق، لتثبت لمن كان يشكك أن حساباته كانت خاطئة، ليبادر بحماسة في تبني ما كان يشكك فيه، ولأن الماضي مفتاح الحاضر، كانت هذه الرؤية الطموحة أكثر ثباتا وقوة وهي تنطلق بثقة وعزيمة وإصرار، مستذكرة بداية إعادة توحيد هذا الكيان بموارد محدودة، لتعمد إلى هدف استراتيجي، وهو تنويع مصادر الدخل، وتحويل اقتصادنا من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج متنوع. وقال الإعلامي حسن بن مسرع الدوسري بفضل الله تعالى لا تمر مرحلة من مراحل الحكم السعودي منذ تأسيس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلا ونشاهد مشروعات جبارة في كل الميادين تخدم الوطن والمواطن، وما تميز به عهد خادم الحرمين الملك سلمان هو المتغيرات التطويرية والقرارات الحاسمة القاضية بخدمة النظام والمجتمع وهذا ما نشاهده من تغير في نظام الحوكمة والأتمتة وعلى الصعيد المحلي نجد كل منطقة تزهو بما يتم من مشروعات الطرق والجسور والتعليم والطاقة وغيرها كثير، وجامعاتنا وما تزخربه من شباب وشابات نراهم في مدارسنا ومستشفياتنا، وما نشاهده من وظائف وأعمال لم نكن يوما نتوقع أن نشاهد شبابا وشابات سعوديين يعملون في تلك الأنشطة مما يجعلنا نؤمن بما قدمته حكومتنا الرشيدة من خلال برنامج التحول 2020 والرؤية 2030 بقيمة هؤلاء الشباب وما يملكونه من مؤهلات ومن قدرات نفخربهم وما يخدمون به وطنهم. وتحدث د. سعران الشمري خبير أمني واستراتيجي وقال: إن الرؤية التي انطلقت لو أنها طبقت بحذافيرها لكانت مجدية ونافعة، لكن الظروف المحيطة بالمنطقة واستنزاف منطقتنا الخليجية بالحروب للدفاع عن النفس جعل أن الشباب ربما يحبطون، ولكن أولوية الدولة هي الدفاع عنهم وعن المجتمع السعودي قبل أن يفكروا الشباب في مستقبلهم لأن الأمن والأمان هو الذي يؤسس التنمية ويحافظ على كيان الدولة، ولا نشك بولاء وانتماء الشباب السعودي لوطنه ولكن المجتمع السعودي أغلبه شاب ونسبة البطالة أصبحت مخيفة فلا بد من استثمار هذه الطاقات المؤهلة والعناصر الكثيرة كل في اختصاصه حتى تؤمن الجبهة الداخلية بحصانة وقوة كما تحصن الخطوط الأمامية لحماية مكتسابات الوطن والله يحفظ المملكة وشعبها من كل مكروه. الدكتور جمعان الغامدي الدكتور سعد بن غنوم الدكتور صالح الحربي الدكتور سعران الشمري الدكتور مبارك بن سعيد حمدان الدكتور أحمدالدوسري العقيد فلاح بن هندي العقيد سعيد بن محمد القاضي اللواء محمد بن سالم الشهراني سعيد بن حسين بن مشيط فهد مداوي