وفقا لما سطره التاريخ فإن البحار والدبلوماسي الصيني تشنغ خه، قد قام بزيارة مكةالمكرمة خلال رحلته السابعة إلى المحيط الأطلسي قبل نحو 600 عام.ومنذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية عام 1990 شهدت تلك العلاقات توسعا مرموقا في كافة المجالات.وفي يناير2016،قام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة السعودية وقد تم الإعلان أثناء الزيارة عن شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، أنشأ على أثرها لجنة ثنائية رفيعة المستوى لرعاية التعاون بين الطرفين في شتى المجالات ،وتحت قيادة الحكومتين الرشيدتين دخلت العلاقة الصينية السعودية في صفحة تاريخية جديدة. شهدت المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، تطورات سريعة و شاملة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله خلال «رؤية 2030».وقد وصل البلدان إلى توافق عجيب بين رؤية 2030 و «مبادرة الحزام والطريق» وقام البلدان بالتالي بتحقيقها على أرض الواقع ،وفي فبراير السنة الجارية قام ولي العهد محمد بن سلمان بزيارة الصين وقع من خلالها اتفاقيات مهمة في مجالات متعددة شملت السياسة و الشحن البحري والسعة الإنتاجية والطاقة و الأموال وقد بلغ إجمالي قيمة الاتفاقيات الموقعة 28 مليار دولار أمريكي مما يدل على سعة مجالات التعاون في ظل الرؤيتين العظيمتين. و قد أخذ تعاون البلدين منحى التوسع و التعمق ولا شك أن هذا نتيجة لجهود الشركات الصينية العاملة في أراض السعودية. وأفادت المؤسسات و الشركات الصينية منذ دخولها السوق السعودية المملكة العربية السعودية و الشعب السعودي بما تملكه من مهارات عالية وجهود صابرة وإنجاز سريع و الآن أصبحت آثارها جلية واضحة في العاصمة الرياض والحقول البترولية في الشرقية والشواطئ الجميلة في الغربية و المدينة الاقتصادية بجازان الجنوبية. مساعدة ترقية صناعة الطاقة تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط في العالم لسنوات عديدة، و هي واحدة من أكبر مصدري النفط الخام للصين وتشير البيانات إلى أن الصين استوردت رقما قياسيا من النفط الخام من السعودية في العام الجاري، حيث بلغ إجمالي كمية النفط الخام المستورد في النصف الأول من السنة الجارية 33.76 مليون طن،بزيادة قدرها 38.5 ٪. سيقوم الجانبان بتنفيذ تعاون الطاقة على الأساس العملي والفعلي والمنفعة المتبادل والفوز المشترك في يناير 2016،حضر فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ والملك سلمان بن عبد العزيز حفل إطلاق مصفاة ينبع أرامكو سينوبك المشترك(YASREF)،وهو إنجاز جديد للتعاون الصيني السعودي للطاقة وتجسيد هام لتعاون متبادل المنفعة طويل الأجل بين البلدين.ومنذ إنشائها حققت المصفاة أفضل النتائج في الاستثمار دورة البناء وإدارة السلامة المثالية للمشاريع في الشرق الأوسط من خلال معدات تكرير و تكنولوجيا و نماذج إدارة المستوى العالمية.في عام 2015،حازت على أعلى جائزة في صناعة الطاقة الدولية،جائزة مشروع بلاتس السنوي للطاقة، و في عام 2016،حصلت على ميد جائزة أفضل مشروع للنفط و الغاز في منطقة الخليج ومشروع كبير لا يجسد نجاح YASREF بل حكمة العملاقين الرئيسيين سينوبك الصينية و أرامكو السعودية في مجال الطاقة و يعكس أيضا النجاح الكامل لمبادرة «الحزام والطريق و رؤية 2030». في الوضع الراهن في ظل مبادرة «الحزام والطريق و رؤية 2030» توسع التعاون الصيني السعودي في مجال الطاقة وشمل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية على أساس التعاون التقليدي و من المؤكد أنه سيشجع تطويرالطاقة السعودي و تنويع اقتصادها. تعزيز التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية مدينة جازان الاقتصادية هي إحدى المدن الاقتصادية الأربع الرئيسية التي طورتها الهيئة الملكية ، وتشاينا هاربور وسينوبك وتشاينا باور كونستركشن هي أول رواد تشارك في بناء و تطوير المدينة الاقتصادية مما وضع الأساس لتنفيذ خطة التحول الوطنية في المملكة في السنوات القريبة منها مشروع جازان لاستهلاك المياه والصرف الذي بنته شركة تشاينا هاربور وستقدم مياه البحر اللازمة للتبريد و مكافحة الحرائق و تحلية المياه لمحطة الكهرباء والمصفاة و غيرها من المرافق في مدينة جازان الاقتصادية، ثم تصريف مياه الصرف الصناعي إلى أعماق البحار ويعد شريان للمدينة الاقتصادية وأكبر قطر داخلي وأطول خط أنابيب البولي ايثلين عالي الكثافة في قاع البحر في العالم و هو من أحد المكونات المهمة للمشروع ، وتشاينا هاربور لا تخاف من التحديات لمواجهة هذا المشروع الضخم و المعقد ومن ثم تصميمه و تنفيذه واستكماله بجودة عالية وتوفير ضمان البنية التحتية للبناء الاقتصادي والصناعي السعودي وإظهار القوة الشديدة للشركات الصينية. بالإضافة إلى المشاركة في بناء المدينة الاقتصادية، بدأت الشركات الصينية الاستثمار لبناء المصانع، والاستثمار،وتطوير الصناعات في المدينة الاقتصادية لتعزيز خطة التحول الاقتصادي السعودي. تحسين جودة حياة المواطنين البنية التحتية تهتم بجودة حياة المواطنين من طرق إلى مبانٍ ثم إلى جسور و لم تشارك الشركات الصينية في مشاريع بناء الإنشاءات من الطوب والبلاط فحسب بل في مشروع نبيل لتحسين جودة حياة الشعب السعودي أيضا بما في ذلك الحج السنوي حيث له أهمية بالغة للحكومة السعودية و للمسلمين في جميع أنحاء العالم.ومنذ عام 2010، يمكن للحجاج من جميع أنحاء العالم التمتع بقطار السكك الحديدية السريع المريح منتقلين بين المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة ، وفي الواقع إن هذا المشروع الذي يمتاز بأكبر قدرة نقل و أقصر زمن بناء وأعلى درجة حرارة خارجية،تم تصميمه و بناؤه من قبل مجموعة تشاينا رايلوي كونستركشن جروب ليس ذلك فحسب بل هذه الشركة الصينية نجحت بنقل حوالي 20 مليون راكب والإشراف على تشغيل و صيانة قطارات المشاعر المقدسة من عام 2010 إلى 2014 ومن 2018 إلى 2019.وحظي بالإعجاب الشديد من عديد من الدوائر الحكومية السعودية و المواطنين السعوديين والمسلمين في أنحاء العالم. قطارات المشاعر المقدسة تحمل آمال الحجاج وإخلاصهم و مثابرة الشركات الصينية. دعم توظيف الشباب السعوديين دأبت الشركات الصينية على دعم سياسة السعودة السعودية،وتأهيل المواهب وتوفير فرص العمل للسعوديين من خلال الدورات التدريبية،والتعاون مع المدارس و المعاهد،و إقامة المعارض التوظيفية.وفي السنوات الأخيرة،وفرت الشركات الصينية العاملة في السعودية ما يقرب من 10000 وظيفة للموطنين السعوديين ، وقد وصلت بعض الشركات إلى معدل توظيف محلي يزيد عن 65 ٪ وفي سبتمبر 2018 عقدت سفارة الصين لدى المملكة العربية السعودية و مكتب الاتصال للشركات الصينية العاملة في السعودية والمركز السعودي الدولي للشراكة الاستراتيجية(SCISP)أول معرض مشترك بين الصين و السعودية للتوظيف ويعتبر هذا المعرض تجربة أولى لكل من الصين و المملكة و الشركات الأجنبية في السعودية. وقد حضر المعرض أكثر من 20 شركة صينية و الكثير من الخريجين السعوديين من الصين و المواطنيين وكان مليئا بالحماس والاستجابة،حيث وفرمنصة اتصالات جيدة و فعالة للشركات و الباحثين عن العمل مما يوفر فرص العمل للباحثين عن العمل وتساعد الشركات الصينية على تنفيذ سياسة السعودة ،و تحقيق الأهداف ذات الصلة بشكل مستمر في إطار «رؤية 2030 » و تقدر الدوائر الحكومية السعودية و الوكالات الإعلامية والأفراد من جميع المناحي هذا العمل تقديرا عاليا. لقد قيل إن معرضاً للتوظيف سيكون له أهمية بالغة في تعزيز تنمية العلاقات الصينية السعودية الشاملة و تعزيز تبادل المواهب بين البلدين.ويعمل الطرفان بجد لتنفيذ المعرض الصيني السعودي المشترك للتوظيف كآلية عمل ثابتة في المستقبل. المسؤوليات الاجتماعية فيما يخص بالاتصال بين الشعب و الدول،ذكر فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في إحدى المناسبات: «إن العلاقة بين الدول مرتكزة على قرب الشعوب على الاتصال بالقلوب».و إن الشركات الصينية العاملة في السعودية لم تقم أهميتها بأعمالها فحسب بل و ساهمت في وفاء لمسؤولياتها الاجتماعية. في أغسطس الماضي أصدرت شركة سينوبك الصينية تقرير الاستدامة خدمة سينوبك في «الحزام والطريق» سينوبك في السعودية مما يعتبرأول تقرير لشركة صينية في المملكة،وقد أبرزت من خلال التقرير دورالشركات الصينية من أمثال«سينوبك» في المسؤوليات الاقتصادية و الأمن والبيئة الاجتماعية . بالإضافة إلى ذلك،تقوم الشركات الصينية بزيارة الأطفال المعوقين ، وترافق الأطفال خلال الأنشطة الثقافية،كما قامت الشركات الصينية بحملة إزالة المخلفات على الشواطئ وأماكن إفطار الصائمين في المساجد في شهر رمضان وإقامة الفعاليات الصينية التقليدية لتقديم الثقافة الصينية للشعب السعودي وتعزيز التفاهم بين الشعبين . وفي والوقت الراهن، أصبحت العلاقات الصينية السعودية في أفضل مراحلها،وتعتزم الشركات والمؤسسات الصينية أن تساهم في استدامة التنمية و التطور الاستراتيجي بين البلدين في ظل الرؤيتين العظيمتين «مبادرة الحزام الطريق» الصينية و«رؤية 2030»السعودية ولا يخفى على الجميع أنها لا تستغني عن دعم الأجهزة الحكومية والمؤسسات التجارية والمراكز الفكرية والأفراد من جميع النواحي وفي الختام يتمنى مكتب الاتصالات للشركات الصينية في المملكة العربية السعودية نيابة عن جميع الشركات الصينية في السعودية بمناسبة اليوم الوطني السعودي أن يتمتع خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده بالصحة والعافية وأن يكون الشعب السعودي على أحسن حال .