في الثالث والعشرين من سبتمبر نحتفل بذكرى اليوم الوطني التاسع والثمانين للمملكة العربية السعودية، ذكرى توحيد هذا الكيان العظيم على يد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيب الله ثراه). نحتفل ونحن نواجه تحديات جسيمة تواجه الوطن، إلا أننا نثبت دائمًا أننا وطنٌ عظيم تقوده قيادة محنكة رشيدة، جعلت المواطن يعيش في أمن وأمان ونماء، فلم تتوقف عجلة التنمية المستدامة أبدًا، واستمر التطور والتقدم على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والمعرفية والاجتماعية والأمنية، ما جعل المملكة بلدًا مؤثرًا وقطبًا أساسيًا من أقطاب مراكزِ القرارِ الدولي، وركيزةً مهمةً من ركائز الاقتصاد العالمي، وأصبحت من أهم الدول المؤثرة في نادي العشرين الكبار على مستوى العالم، ومن أفضل 20 بلدًا في تنفيذ الإصلاحات وتنويع مصادر الدخل في العالم، وهذا يشهد به القاصي والداني. وتجدد المملكة في ذكرى يومها الوطني التاسع والثمانين، انطلاقتها كدولة حديثة على يد المؤسس (طيب الله ثراه)، الذي أرسى دعائمها المحافظة على قيمها الدينية وتقاليدها، وتمضي في الوقت نفسه ُقدمًا بمواكبة كل مستجدات العصر التقنية والصناعية والتطوير الحضري وبناء المدن العصرية ومدن الترفيه، مثل مشروع القدية العالمي، وبناء مدن المستقبل مثل: نيوم، وتطوير وسائل النقل العام، والمشروعات العملاقة في مدينة الرياض التي تشمل "مشروع حديقة الملك سلمان" و"مشروع الرياض الخضراء" و"مشروع المسار الرياضي" و"مشروع الرياض آرت"، لتكون معلمًا مهمًا في هذا الوطن امتدادًا لما أسسه المؤسس وأبناؤه الملوك الراحلون - رحمهم الله - وصولًا إلى عهد الخير والنماء، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومهندس رؤية المملكة 2030 ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله. لقد عمل الملك عبد العزيز مباشرة بعد توحيد معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، وقضائه على كل مظاهر الفرقة والتشتت، وبعد قيام دولة واحدة تحت راية واحدة، على تحويلها إلى دولة حديثة، تنفض عنها غبار سنوات الكفاح المستمر، وظهرت في عهده وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والمالية والمواصلات، كما تأسست الخطوط الجوية السعودية، ليتتابع فيما بعد إنشاء مختلف الوزارات والهيئات الحكومية. ويأتي اليوم الوطني ال89، ليخلد ذكرى عزيزة على نفس كل مواطن سعودي، ذكرى تنمو لتكبر حبًا لترابه وتخليدًا لذكرى الرجال الذين أسسوا وبنوا هذا الكيان العظيم، وأرسوا دعائم بناه التحتية لتحقيق الرخاء لأبنائه. إن ما تحقق في السنوات اللاحقة لذلك معجزة حضارية قل نظيرها في العصر الحديث، وتستمر مسيرة الخير والنماء لهذا الوطن، حتى العصر الحاضر، الذي تواصل فيه مسيرة التنمية تقدمها في سباق محموم مع الزمن، لتعيد صياغة المستقبل وفق رؤية طموحة أثارت إعجاب واهتمام العالم. لقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتمامًا بالغًا بالتعليم، وأرست قواعد العلم والمعرفة في مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام، وهذا ما يؤكد حرص قادة هذه البلاد على الاستثمار في العنصر البشري، رأس المال الحقيقي الذي يراهن عليه قادة هذه البلاد، ويدعمون شباب الوطن، ويمكنون المرأة للقيام بدورها في عملية التنمية بصفتها شريكًا حقيقيًا وفاعلًا. ولا يزال الشاب السعودي يطمح ليكون في مقدمة الركب، وذلك من خلال الإنجازات التي حققها أبناؤنا في المحافل الدولية على كل المستويات، وهذا يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح وفق الرؤية التي اختطتها لهم القيادة الرشيدة، التي أنتجت تحولًا وطنيًا كبيرًا، ظهرت بوادره من خلال التطور الهائل في الكفاءات والقدرات البشرية الوطنية، وفي التنوع في مصادر الدخل والإنتاج، بما يبشر بمستقبل واعد وباهر لهذا الوطن (بإذن الله). وبهذه المناسبة الغالية يسرنا أن نتقدم بخالص التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، داعين الله أن يحفظ هذه البلاد الطاهرة وشعبها والمقيمين على أرضها من كل سوء ومكروه. *مدير عام العلاقات العامة والإعلام بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل