لم تكن الجزيرة العربية قبل توحيدها تنعم بالأمن والاستقرار الذي تعيشه اليوم، وكانت تعيش حالة من التشرذم والجهل والفقر والمرض انعكس سلباً على مكونها الاجتماعي، إلى أن قيض الله لها البطل الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. استطاع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه خلال ملحمة التوحيد التي بدأها في الخامس من شهر شوال عام 1319ه، وانتهى به الأمر بتوحيد المملكة العربية السعودية في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه، الموافق 23 سبتمبر 1932م. استطاع أن يلم شتات مكونات مجتمع الجزيرة العربية ويوحد كافة مناطقها الشاسعة وأطرافها المترامية، وأن يؤسس لدولة جديدة بمفاهيم حديثة. بدأ الملك عبدالعزيز رحمه الله بناء دولته من خلال بناء مؤسسات التعليم والصحة في مختلف أرجاء المملكة، إيماناً منه بأهمية التعليم والصحة في حياة الأمم والشعوب. كما قام رحمه الله بربط أجزاء المملكة المتباعدة بالطرق والمواصلات الحديثة، فقد أنشئ في عهده أول خط سكة حديد يربط بين الرياض والمنطقة الشرقية، ولم يغفل رحمه الله أهمية العلاقات الخارجية والتمثيل الدبلوماسي مع دول العالم وبناء علاقات متوازنة مع العالم الخارجي، واستمرت عملية البناء والنماء في عهد أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله من بعده رحمهم الله جميعاً. في هذا العهد الزاهر، عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تواصلت مسيرة التنمية والبناء والنماء في كافة المجالات العلمية والعملية على حد سواء، وتم إطلاق رؤية المملكة 2030م ببرامجها الشاملة والمتكاملة، لتشمل كافة مناحي وشؤون الحياة المختلفة، وأصبحت المملكة العربية السعودية دولة عصرية بكل المقاييس تنافس مثيلاتها من الدول المتقدمة في العالم. حفظ الله الوطن، وقيادته الرشيدة، وشعبه النبيل، وجنوده البواسل، الذين يذودون بأرواحهم الغالية عن ثغوره، ويبذلون الغالي والنفيس من أجله، وكل عام والوطن يزهى باجمل الحلل في ظل قيادته الرشيدة، وكل عام والوطن بخير. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود