(العلم) صحيح أنه قطعة قماش بسيطة ويحتوي ألواناً ورموزاً معينة ولكنه مصدر إلهام كبير للشعب والزائرين، خلفه تسير الأمم وتتسابق الدول لإبراز رمزها في المحافل الدولية والمؤتمرات أو حتى على مستوى الأفلام وكرة القدم. للأسف لدينا لا نستذكر حضور علمنا بالطرق والمباني والأسواق إلا في اليوم الوطني فقط، ولا يمر أسبوع ويعود اختفاؤه من جديد، على سبيل المثال عاصمة ضخمة كالرياض على مساحة تصل إلى 2000 كم مربع، ولا نشاهد الأعلام فيها سوى بميدان القاهرة وميدان قاعدة الملك سلمان الجوية وسارية محافظة الدرعية، رغم أن الرياض عاصمة للمملكة فكيف وضع بقية المناطق والمدن الأخرى ! تخيلوا معي تلك المساحة الشاسعة ولا يكاد العلم يشاهد سوى في تلك الأماكن المذكورة، بينما حينما نتجاوز حدود وطننا نشاهد وبشكل متكرر أعلام تلك الدول في جميع الطرق والميادين والمعالم الشهيرة، بل يتم غرس حب العلم في نفوس الشعب منذ نعومة أظفارهم وداخل المدارس، فتجد الشقق ب»بلكوناتها» ترفرف بالأعلام في تسابق مثير بين سكان الحي والمنطقة بأكملها، وهناك دول تخصص يوماً للعلم يتنافس فيه المواطنون لوضع علم بلدهم على منازلهم. الجهات المعنية مطالبة بوضع منهجية خاصة للعلم السعودي، تبدأ من فصول التعليم الدراسية حتى الجامعات وينمى داخل الطالب والطالبة حب العلم، أيضاً وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات مطالبة بوضع نظام خاص لتحديد معالم بارزة لوضع الساريات على جميع مستوى المدن والأماكن التي يكتظ حولها السكان، وعدم الاكتفاء بوضعه داخل مقار وفروع الدوائر الحكومية وأسطح المدارس، وللأسف ليس هناك متابعة لتغيير العلم كل فترة زمنية بسبب الظروف المناخية فيظل مهترءاً بشكل مسيء للوطن ودون اهتمام من الجهة المعنية، فالأمانات المفترض أن تفرض غرامات مالية لتلك الجهات التي تهمل شكل العلم، ووسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون من الواجب عليها وضع خطة منهجية ليس للاحتفال فقط بيومنا الأسبوع القادم، وإنما على مدار العام بمسابقات وطنية وبرامج ثقافية وتاريخية وسياحية، فالوطن يستحق من القائمين على الإعلام الكثير. «باختصار» يكفينا فخراً أن علمنا السعودي «راية التوحيد» لا يتم تنكيسه، وما يحمله من حب كبير في نفوس جميع المسلمين على الكرة الأرضية يجعلنا نقف أمامه في مسؤولية عالية، ولا يمكننا أن ننسى قبلة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للعلم و(همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر) هي كلمات خالدة من حبيب الشعب محمد بن سلمان لتضع الجميع أمام مسؤولية عظيمة تجاه بلدهم.. لنحتفل بوطننا على مدار الأيام، وليس ليوم واحد فقط.. نريد أن نشاهد علمننا كل يوم وبجميع المسارات وليس في 23 سبتمبر فقط.. كل عام يا وطني وأنت بألف خير.. كل 89 عاماً وأنت مصدر فخر واعتزاز للأبد بإذن الله.