خبر إيقاف عرض المسلسلات التركية على بعض القنوات الخليجية بينها قناة ال»MBC»، لم يكن مفاجئاً للجمهور بقدر ما كان قراراً ذكياً لما تحتويه هذه الأعمال الفنية التركية من فساد أخلاقي، هذا القرار شمل عدداً من القنوات العربية. واعتبره أبرز مثقفي وإعلاميي الوطن العربي، أنه قرار كان لابد من حدوثه منذ فترة، استجابة لمطالبهم المستمرة منذ سنوات، ولأنهم يعتبرونه غزوًا ثقافيًا تركيًا للعالم العربي يتزامن مع مواقفها السياسية، وكان لابد من موقف جاد حيال هذا الغزو التركي. انتقاد بث المسلسلات التركية يعود لبداية ظهورها في العالم العربي بسبب المحتوى وكثرة مشاهد العنف والرومانسية وتأثيرها الكبير على المراهقين الذين يشكلون النسبة الأكبر من متابعي هذه المسلسلات، قبل أن تطفو أي مشاكل سياسية مع تركيا على السطح فتزيد الانتقادات بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية، بسبب اعتبار البعض أن استمرار عرض المسلسلات التركية على هذه الفضائيات ليس موقفاً بطولياً من إدارات تلك الفضائيات. في المقابل، ورغم توقف عرض هذه الأعمال على هذه الفضائيات منذ ثلاث سنوات تقريباً، إلا أن مواقعها الإلكترونية الخاصة بالمشاهدة لا زالت تعرض هذه الأعمال، بل وتقوم بتجديد قوائم هذه المسلسلات التي تعرضها، حيث تعرض للمشاهد عملاً جديداً بمجرد انتهاء عرض الأول وهو ما يدل على أن التعاقد مع شركات إنتاج ودبلجة هذه المسلسلات لا زال قائماً، إلا أن البنود هي التي اختلفت فقط، وتم استبدال العرض على الشاشة التلفزيونية بالعرض على موقع المشاهدة، وهذا لا يدعم قرار الإيقاف الذي أخذوه مسبقاً ولا يوجد له أي تبرير منطقي للمشاهد العادي، مع ملاحظة أن هذه الأعمال على تلك المواقع تحظى بمتابعة كبيرة جداً وكأن جمهورها انتقل بالكامل من التلفزيون إلى الموقع الإلكتروني دون أن يشعر صناع تلك الأعمال أو أبطالها بأي فارق من الأساس. ما لا يعرفه الكثيرون أن معظم إدارات تلك الفضائيات منفصلة بشكل كامل عن إدارات المواقع التي تتبع لنفس المؤسسة الإعلامية وتحمل اسمها، كما أن لهما ميزانيتين منفصلتين تماماً، بالإضافة إلى أن تصاريح معظم تلك المواقع ليست سعودية ومن الصعب إيقاف عرض أي من محتواها الرسمي.