يبدو أن خط الدعاية للدول الإسلامية بدأ يأخذ منحى مختلفا بعد تركيا إذ باتت عدد من الدول الإسلامية مقصدا لتصوير البرامج الدينية للدعاة والعلماء وهو ما حصل تماما في العام الماضي عندما توجه عدد من الدعاة لتصوير برامجهم هناك مثل الدكتور غازي الشمري وغيره، كما أن أحمد الشقيري صور جزءا من حلقات برنامجه الشهير خواطر هناك. وقد جاءت موجة التوجه نحو الدول الإسلامية بعد رواج المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية مثل مسلسل «سنوات الضياع»، «إكليل الورود»، «نور»، «عاصي»، «جواهر»، «وادي الذئاب»، و«إيزيل» الذي يعرض على قناة أبوظبي وغيرها من الأعمال. وقد بررت إم بي سي الرائدة في مجال دبلجة الأعمال التركية سبب توجهها لتركيا على لسان المتحدث الرسمي باسمها مازن حايك بقوله «بادرنا في الأعمال الفنية التركية نظرا لقربها من المنطقة، وأوجه التشابه العديدة التي تحاكي المجتمعات العربية من حيث الطبيعة الجغرافية، والشكل، وفي بعض الأحيان العادات والتقاليد. وتمت دبلجة الأعمال التركية باللهجة السورية لأنها قريبة إلى المشاهد من جهة، وللنجاح الكبير الذي حققته الدراما السورية في الآونة الأخيرة». وقد أغرت النجاحات الكبيرة التي حققتها المسلسلات المدبلجة للقنوات الإسلامية التي بادرت بتصوير برامجها هناك استثمارا للنجاح وتشجيعا للسياحة هناك كما يوضح البعض، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الأمر امتد لبرامج الأطفال وهو ما فعلته قناة إقرأ عندما بدأت بعرض برنامج «تعالوا نشوف تركيا» والذي يقدمه الداعية السعودي حسن شاهين والمعروف ب«عمو حسن»، ويعتمد البرنامج على زيارات ميدانية لمعالم سياحية وحضارية بتركيا، والتعريف بتاريخها عن طريق توليفة درامية تمزج بين القصص الشيقة والمواقف الواقعية، والتي ستأخذ قالبا حواريا بين المقدم والأطفال المشاركين. وتعرض الحلقات الأولى من البرنامج جملة من المفاجآت والمعلومات التاريخية، حيث تتضمن عددا من المشاهد داخل قصر توبكابيه الشهير، والذي كان خلال فترة الحكم العثماني مجمعا لقصور السلاطين، ومقر السلطان عبد الحميد آخر خلفاء الخلافة العثمانية، ليكون البرنامج بذلك أول عمل عربي خاص بالأطفال يدخل القصر الذي ارتبطت به الأمصار الإسلامية على نحو كبير. وقال حسن شاهين، مقدم البرنامج، والمعروف ب«عمو حسن»: «إن البرنامج يهدف إلى تعزيز التقارب العربي التركي، من خلال تعريف الجيل الجديد بأهم المعالم التاريخية والحضارية بتركيا»، وأضاف: «تركيا بلد لها تاريخ إسلامي وحضاري لا بد للجميع أن يعرفه، لاسيما الأطفال»، مؤكدا أن التربية بالترفيه وعبر القصص والحكايات أسلوب ناجح وأنه وسيلة لغرس القيم الاجتماعية الإيجابية، وتزويد الأطفال بالمعلومات عن الأماكن التي من الصعب معاينتها مباشرة. كما أكد شاهين أن اختيار دولة تركيا جاء بسبب ارتباطها القوي بالتاريخ العربي والإسلامي، بالإضافة إلى اختيار اسطنبول عاصمة للثقافة الأوروبية للعام 2010، مشيرا إلى أن البرنامج يشارك فيه ستة أطفال بين صبية وبنات، تتراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة، يزورون 35 موقعا حضاريا وسياحيا في الأراضي التركية، حيث سيشاهد الطفل ويتعرف على أماكن ومعلومات قد يشاهدها لأول مرة، ولم يستبعد شاهين التوجه لدول إسلامية أخرى كماليزيا وإندونيسيا وغيرها لتصوير البرامج والمسلسلات في ظل التقارب بسبب الدين، مرجحا أن تتجه الفضائيات الدينية وغير الدينية لما تملكه هذه الدول من تنوع ثقافي وطبيعي يمكن الاستفادة منه.