شدد سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أهمية الدور المشترك لكافة الدول في اتفاقية "أوبك بلس" والتي تمثل تحالف يضم 24 دولة من أوبك بقيادة المملكة ومن خارج أوبك بقيادة روسيا والذين اتفقوا على تمديد خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً إلى 31 مارس 2020. وقال سموه على إثر اجتماعه بوزير النفط الروسي الكسندر نوفاك في جدة يوم الثلاثاء، "نحن ملتزمون جميعناً بأنه في "أوبك بلس" ليس هناك "دول" كبيرة وصغيرة، كلنا شركاء متساوون". ما يعكس موجات من التفاؤل لانقشاع الغيمة من أجواء السوق المعتمة واتضاح الرؤية في مسارات السوق وتوجهاته من حيث الإنتاج وتوازن العرض والطلب ودعم المخزونات وبالتالي استقرار مستوى الأسعار. في الوقت الذي مازالت المملكة تخفض أكثر بكثير مما وعدت به في إطار الاتفاقية حيث تبدو التخفيضات الأكبر من المخطط لها من قبل المملكة مجرد موازنة لعدم التزام بعض دول الاتفاق بحصص الخفض المتفق عليها وأبرزها روسيا التي وعدت بمواصلتها خفض الانتاج ولم تلتزم في أغسطس الماضي إضافة إلى عدم التزام دول أخرى. بينما تحملت المملكة تبعات تلك الخروقات للاتفاقية بتقديم تضحيات كبيرة بخفض إنتاجها إلى ما دون سقف 10.31 ملايين برميل المحدد لها حيث بلغ إنتاجها 9,83 ملايين برميل في اليوم في أغسطس الماضي أقل من حصتها بحوالي 500 ألف برميل في اليوم محققة أعلى نسبة امتثال من بين الدول المشتركة بالاتفاقية. وجاء تشديد سموه لأهمية التزام جميع الدول المشترك باتفاقية أوبك بلس كرسالة قوية لسوق الطاقة العالمي للمزيد من الانضباط والصرامة بالاتفاقيات النفطية التي تؤثر تداعياتها على شعوب العالم أجمع، ولتقدير مبادرات المملكة وتضحياتها الكبيرة بفقدان حصصها الانتاجية للمحافظة على استقرار السوق والذي تسبب بتراجع الإيرادات النفطية لشركة أرامكو السعودية للنصف الأول من 2019 حيث انخفضت بحوالي سبعة مليار ريال لتبلغ 550,720 مليار ريال عن عوائد الفترة المماثلة للعام السابق البالغة 557,870 مليار ريال. فيما تراجع صافي دخلها بنسبة 12 في المئة تقريبًا ليصل إلى 46.9 مليار دولار بسبب انخفاض أسعار النفط الخام. في الوقت الذي كانت الشركة قد حققت أكبر الإيرادات في ثلاثة أعوام في 2018 والتي بلغت 1,3 تريليون ريال مقابل 986 مليار ريال في 2017، و506 مليارات ريال في 2016. وبحث سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان مع نظيره الروسي المزيد من التنسيق، وتطوير العلاقات، والتعاون الثنائي بين المملكة و روسيا في وقت تبحث منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ومنتجوها المستقلون الرئيسيون كيفية وقف انخفاض الأسعار الذي استمر رغم التخفيضات السابقة والعقوبات الأميركية التي قلصت الإمدادات من إيران وفنزويلا. وأظهرت روسيا وهي أكبر منتج خارج الاوبك في تحالف أوبك بلس علامات تراجع عن التزاماتها حيث ضخت 11,294 مليون برميل يوميا في اغسطس او ما يزيد على 104 آلاف برميل يوميا عن الحد الأقصى الذي كانت عليه بموجب اتفاق اوبك بلس. وكان وزير الطاقة ألكسندر نوفاك قد أشار إلى أن الامتثال سوف ينزلق حيث إن روسيا خفضت أكثر مما كان مطلوبا في وقت سابق من هذا العام عقب اكتشاف النفط الخام الملوث في خط انابيب دروزبا. في حين لم تقم نيجيريا بأي من التخفيضات التي تعهدت بها، وزادت إنتاجها مرة أخرى في أغسطس، بمقدار 60 ألف برميل في اليوم إلى 1.95 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ أوائل 2016. وارتفع إجمالي إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من النفط الخام لشهر أغسطس الفائت بزيادة 200 ألف برميل يوميا لتصل إلى 29.99 مليون برميل يوميا، وهذه أول زيادة منذ أن بدأت المنظمة وحلفاؤها جولة جديدة من خفض الانتاج في بداية العام لدعم السوق العالمي المضطرب. جانب من مباحثات فريق الطاقة السعودي ونظيره الروسي