تواصل المملكة سياستها النفطية الحكيمة القائمة على دعم أمن إمدادات الطاقة العالمي، والمحافظة على توازن واستقرار سوقه النفطية المضطربة بحكم ريادتها وقيادتها للسوق بأكبر القدرات التي يمكن إنتاجها من النفط الخام، والتي تصل إلى 15 مليون برميل في اليوم، بعد إضافة الطاقات الإنتاجية الجديدة من الحقول البرية والبحرية التي تعمل شركة أرامكو السعودية حالياً على زيادة إنتاجها. وتواصل المملكة تنفيذ ما تعهدت به تطوعاً منها باستمرار خفض إنتاجها للنفط الخام بأكثر من الحصص المحددة لها وفق اتفاق أوبك+ عند سقف 10.31 ملايين برميل، إلا إن إنتاجها بلغ 9.83 ملايين برميل يوميًا في أغسطس. وفي حين زادت المملكة الإنتاج في شهر أغسطس الماضي، إلا أنها ما زالت تخفض أكثر بكثير مما وعدت به في صفقة أوبك+، في الوقت الذي تبذل فيه جهودًا إضافية لتحقيق التوازن في السوق، حيث عززت المملكة الإنتاج بمقدار 50,000 برميل يوميًا إلى 9.83 ملايين برميل يوميًا في أغسطس، في الوقت الذي يرتفع فيه الاستهلاك المحلي عادة خلال أشهر الصيف في ظل الاستخدام المتزايد لمكيفات الهواء في المنازل والمنشآت العاملة كافة. وتبدو التخفيضات الأكبر من المخطط لها من قبل المملكة مجرد موازنة لعدم التزام بعض دول أوبك بحصص الخفض المتفق عليها. في حين لم تقم نيجيريا بأي من التخفيضات التي تعهدت بها، وزادت إنتاجها مرة أخرى في أغسطس، بمقدار 60 ألف برميل في اليوم إلى 1.95 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ أوائل 2016. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الشركة المنتجة الغرب إفريقية زادت إنتاجها إلى أقصى مستوياتها في حقل النفط البحري الجديد الذي تديره شركة "توتال". كما أظهرت روسيا وهي أكبر منتج خارج الأوبك في التحالف علامات تراجع عن التزاماتها، حيث ضخت 11,294 مليون برميل يومياً في أغسطس أو ما يزيد على 104 آلاف برميل يومياً عن الحد الأقصى الذي كانت عليه بموجب اتفاق أوبك. وكان وزير الطاقة إلكسندر نوفاك قد أشار إلى أن الامتثال سوف ينزلق، حيث إن روسيا خفضت أكثر مما كان مطلوباً في وقت سابق من هذا العام عقب اكتشاف النفط الخام الملوث في خط أنابيب دروزبا. وارتفع إجمالي إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من النفط الخام لشهر أغسطس الفائت بزيادة 200 ألف برميل يومياً لتصل إلى 29.99 مليون برميل يومياً، وهذه أول زيادة منذ أن بدأت المنظمة وحلفاؤها جولة جديدة من خفض الإنتاج في بداية العام لدعم السوق العالمي الواهن. وقادت نيجيريا والمملكة العربية السعودية هذه الزيادة من قبل أوبك، إضافة إلى القدرات الأخرى الأقل من أوبك والتي بلغ مجموعها 200 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات تتبع السفن. وكانت أوبك وشركاؤها في تحالف يضم 24 دولة ويعرف باسم "أوبك+" قد اتفقوا على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في بداية العام 2019، حيث هدد الاقتصاد العالمي المتعثر وإنتاج النفط الصخري الأميركي المزدهر بترك الأسواق العالمية مع وفرة، وحلت هذه الصفقة محل جولة سابقة من القيود التي بدأت في يناير 2017. وتجتمع لجنة من الأعضاء الرئيسين في تحالف أوبك+ في أبو ظبي يوم 12 سبتمبر لمراجعة التقدم المحرز في استقرار أسواق النفط العالمية، بينما سيجتمع الائتلاف بكامل هيئته بعد ذلك في وقت لاحق من ديسمبر في فيينا للنظر في أي إجراءات مطلوبة في العام 2020.