في فبراير الماضي، وعبر مقالة "وزارة الذكاء الاصطناعي"، المنشورة هنا في "الرياض"، قلت: في رأيي إنه حان الوقت لاستحداث "وزارة الذكاء الاصطناعي"، أو "هيئة الذكاء الاصطناعي"، من أجل المساهمة في تحقيق أهداف "رؤية السعودية 2030"، وتحليل البيانات الكبيرة، والاستفادة من مخرجاتها، وكذلك تطوير كفاءة الأداء الحكومي، إضافة إلى الاستفادة من أحدث التقنيات، واستثمارها في جميع مناحي الحياة.. ولم تشرق سبتمبر هذا العام إلا والفكرة - التي طالب بها آخرون أيضاً - تجد طريقها إلى الإقرار، من خلال استحداث "هيئة الذكاء الاصطناعي". القرار، المتمثل بتكوين هذه الهيئة، أعتبره أحد أهم القرارات في الفترة الأخيرة، نظراً لأهمية الذكاء الاصطناعي ككل، ولارتباط ذلك في عمل "السعودية الجديدة" ورؤيتها، وطموحاتها وأحلامها، ولما يمثله هذا العلم من أهمية لمختلف القطاعات، ومحدداتها، واحتياجاتها. ومهما اتضحت الحاجة الكبيرة للذكاء الاصطناعي، إلا أننا لا نزال في بداية الاحتياج والاستثمار، فمستقبله كبير، والاعتماد عليه سيكون شبه كلي تدريجياً، وهذا ما يراه المتخصصون دائماً. بحثت عن وجهات نظر المهتمين بالمجال، وجمعت بعض آراء المتخصصين، المنشورة عبر مبحث "توقعات مبهرة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي"، وهي كالتالي: حسب Pieter Abbeel عالم الحوسبة في جامعة كاليفورنيا ببركلي، فإن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد في التنبؤ بالكوارث ومكافحة الشيخوخة والتصدي لحوادث المرور وحالات الوفاة، كما سيساعد في منع الكوارث النووية كما حدث في محطة فوكوشيما للطاقة. يرى Oren Etzioni المدير التنفيذي لمعهد ألن للذكاء الاصطناعي أن الكثير من أحلام البشر مثل السفر للفضاء والقضاء على الأمراض والفيروسات القاتلة ربما تكمن إمكانية تحقيقها في علم الذكاء الاصطناعي والذي سوف ينجح في الإجابة عن الكثير من أسئلة البشر. عالم الكمبيوتر بجامعة واشنطن Matthew Taylor يرى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي سوف تساعد البشر من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، فالروبوتات المنزلية يمكن أن تساعد الناس في أنشطة الحياة اليومية مثل التأكد من تناول الدواء، ومساعدتهم على إعداد طعامهم، ومساعدتهم على ممارسة الرياضة والحركة ومتابعة أنشطتهم اليومية وتنفيذ النصائح الطبية والعلاجية. أستاذ الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصال Toby Walsh يرى أن هذه التغييرات سوف تحدث ثورة في طبيعة العمل، فالعمل سوف يكون آلياً أكثر وسوف تتولى أجهزة الكمبيوتر الأعمال وبالتالي سوف يجعلنا ذلك نعمل بشكل أقل، كما أن الآلات الذكية سوف تحدث ثورة في هذا المجال وبالتالي سوف تزيد الإنتاجية. وما لا نعلمه أكثر بكثير، وأهميته أكبر، والمستقبل الذي لا نذهب إليه يفاجئنا بالحضور، فجأة! والسلام..