كل عام ومع قرب موسم الحج حكومتنا الرشيدة تسخر نفسها وكافة الأجهزة المعنية للعمل والاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن، عادة سنوية ولله الحمد ونحن نشاهد الخدمة تجاه الحجيج من قبل أجهزة ومرافق الوزارات (الداخلية، والصحة، والبلدية)، وغيرها من المنظومات التي لها ارتباط مباشر للعمل داخل المشاعر المقدسة، هذه الجهود لم تأت من فراغ، بل أتت من متابعة مباشرة من قبل حكومتنا الرشيدة، وأتت من تسخير وتوفير عشرات المليارات وضخها لسبيل راحة الحجاج، هي ليست تجارب وليس محل اختبار، فهي عادة سنوية وتتشرف بها المملكة، وهي خدمة لم تكن وليدة اليوم، فمنذ عصر المؤسس - رحمه الله - مروراً بأبنائه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حالياً، أجمعوا جميعاً بأن خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحجاج شرف وفخر، جهود جبارة وعظيمة، جهود ليست بالسهلة، ما يقارب المليونين ونصف المليون سنوياً تحتضنهم بلادنا بعد توفيق الله، محاطين بالأمن والسلامة والخدمة، يجدون الراحة والخدمة، كل سنة دراسة عن تلافي الأخطاء السابقة وعدم تكرارها في العام القادم، كل سنة تدوين ما تحتاجه المشاعر من أعمال وصيانة، كل سنة وضع التقنيات داخل المشاعر وما يحتاجه الحاج، المملكة تقدم خدمات جبارة وخدمات تعجز الكلمات عن وصفها، بعد انتهاء اليوم الأخير من أيام التشريق يكون هناك بيان صادر من الأجهزة المعنية في الحج عن النجاح ولله الحمد، كيف لا وهناك الأعداء في الخارج يترصدون لأي زلة أو خطأ حيث تكون مادة في قنواتهم لحاجة بأنفسهم!! الآن انتهى موسم الحج، وهنا ما الدور الذي قامت به وسائل الإعلام لدينا من مرئي ومسموع؟ وإن كان المرئي أهم بحكم المشاهدة (مباشرة) والصورة الحية أكبر دليل، للأسف نشاهد وسائل التواصل الاجتماعي هي الناقلة لحظة بلحظة، تويتر والفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل، ما الفائدة من وجود المشاهير عبر (السناب) وهم يبثون الحج والجهود وتقديمها للمواطن؟ هل المواطن لا يدرك ولا يعي الجهود المبذولة؟ الكل يعي من المواطنين جهود المملكة وما تقدمه لراحة الحجاج، جهود لم تأت من فراغ، ولكن أين دور الإعلام لدينا في الخارج؟ أين دور المراسلين في الخارج وهم ينقلون صورة ذلك لحظة بلحظة، صورة الجهود وإيصالها للشعوب والدول في الخارج؟ منصات إعلامية لم توجد، مراسلو القنوات الخارجية ومبدأ التعاون ووجودهم لم تكن بالصورة المطلوبة، نحن نريد أن يرى العالم، ما المملكة بموسم الحج؟ ما المملكة وهي تقوم بأدوارها؟ وهي تستضيف ما يقارب المليونين ونصف المليون حاج، هناك أعداء، هناك محرضون، لكن التقارير ستزيدهم غيظاً، نحن لا نحتاج مشاهير السوشال ميديا، ونحتاج منصات إعلامية تعمل خارجياً، وهي تبث وتروج تلك الجهود الجبارة، المملكة لم تكن يوماً تبحث عن الشهرة، لكن نريد نحن كمواطنين أن نرى مملكتنا بموسم الحج صورتها تعلو وتزهو في القنوات الخارجية والشعوب وهي منبهرة بتلك الخدمات.