هم الأمناء على المؤسسات التربوية، التي تخرج الأجيال، فهم كالأشجار الواقفة - إذا جاز التعبير - ألوانها متشابهة وعطاؤها مختلف، فمنها مثمر ومنها بلا ثمر، فهناك مدير عندما تدلف إلى مكتبه يمطرك بفناجين القهوة، وحكايات ألف ليلة وليلة، وعبارات الثناء والترحيب، حتى يخيل إليك أنك في أحد المسلسلات البدوية ولست في مركز تربوي منوط به صناعة جيل قادم، وهناك مدير لا تحس بوجوده ولا يحس بوجودك، فهو طاقة سلبية متفجرة تصل شظاياها حتى آخر فصل في المدرسة، فتجد أغلب طلابه مولعين بقضم أظافرهم أكثر من ولعهم بالدراسة، تكتشفه من خلال أدواته المبعثرة، وروحه الميتة، وأواق مكتبه، وقد اكتست بطبقة من الغبار، ومسحة من النسيان. وهناك مدير يلهمك منذ اللحظة الأولى، يحلق بك تجد تأثيره الإيجابي على المدرسين والطلاب، والفصول، وحتى الجدران، وهذا النوع مكلف بترميم ما أفسده الدهر ممن سبقوه من بيروقراطيين لا يملكون إلا التهديد والوعيد، يضبطون إيقاع المدرسة عبر طرق قديمة بالية، يهتمون بالحضور والانصراف أكثر من اهتمامهم بوضع الطالب النفسي والمعرفي، هذه النوعية التي لديها قصور في تحصيلها العلمي شاءت الظروف والمحسوبيات أن توضع في أماكن غير أماكنها الحقيقة، على طريقة وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وتبتلى بمهمة إدارة الجيل كأخطر أنواع الإدارة في هذا العصر، ولهذا حاربت الأنشطة الثقافية والفنية لعدم إداركها، فحولت المدارس إلى أماكن معزولة خالية من الحياة والحركة، حتى حصدت المجتمعات تبعات هذه الإدارات من مجرمين ومفحطين ومتهورين، هؤلاء نتاج لهذه الإدارات البائسة، من هنا يجب الاهتمام بمدير المدرسة، واختياره الاختيار الصحيح بناء على خلفيته الثقافية والأخلاقية، وأن يتم اختياره عبر لجان نخبوية عالية الحس؛ ليهتم بالأنشطة الثقافية والفنية التي تتيح للطالب فرصة أكبر من المعرفة، خاصة ونحن في هذه المرحلة المشرقة من رؤية 2030، والتي جاءت لدفع التعليم بجميع قطاعاته، ليواكب طموح المرحلة، وذلك من خلال تحديث المناهج التعليمية والذي شمل إعداد مقررات الدراسات الاجتماعية والمواطنة ويعتمد على خرائط، ورسوم، وأشكال، وصور قديمة وحديثة بما يحقق التشويق والإيجاز والاختصار ويتوافق مع معايير الدراسات الاجتماعية لتكون ضمن الحياة اليومية للمواطن، كذلك تم في هذا العام الدراسي دمج الفصول الابتدائية الأول والثاني بين الجنسين وإسناد تدريسهما إلى معلمات، وذلك من أجل خلق جيل تعليمي متجانس واثق بنفسه وقادر على حمل المسؤولية.