أحسب أنني أقدم تصورا جديدا يدور حول مجلة ثقافية تصدر عن وزارة الثقافة بالمملكة بمبادرة سمو الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة لتنتشر عربيا، فتبعث روحا جديدة بتنويعات أدبية وفنية تتجاوز ما هو سائد في المنطقة، وذلك من أجل المغايرة والتجديد وعدم التكرار. تجربة تسعى لتقدم مادة ثقافية بنكهة عربية، تنهض بمهمة التجديد النوعي لفضاءات الكتابة، وتؤكد على التجاوب المفيد مع جمهور القراء لطرح مبادرات شجاعة ومسؤولة حول حرفة الكتابة. تتفاعل مع المثقفين والباحثين في الدوائر الثقافية العربية، في نفس الوقت الذي تطرح فيه شكلا مغايرا لبنيات النصوص الأدبية، لتصب في المحيط العربي بقوة وجراءة وتهدف إلى الانتقال لأفق مغاير في المنهج والشكل والتبويب والرؤية، مع إضافة اللمسة المحلية عليها. ومن المفترض أن الشروط التي تحددها هيئة التحرير تبحث في التفاعل الحي مع الأقلام الناصعة، والالتفات إلى الإرث النقدي والإحكام المنهجي والتجديد الدائم، من أجل تشكيل أفق جمالي يقبل التحاور مع الآخر والمختلف. وتستهدف المجلة -المشروع- تكوين منظومة ثقافية متكاملة تعتمد على تشكيل وجدان قارئ متفاعل،وبعث حركة تواصل متنامية. كما تعكس المجلة حضورا واثقا للثقافة في المملكة عبر عملية تحديث الرؤية والشكل والمنهج، وتستكمل ما بدأته المجلات السابقة مثل:"قوافل وعلامات ودارين وجواثا والنص الجديد وغيرها من الدوريات السابقة، والتي امتازت بالجودة" مع تقديم خصوصية مع الاستفادة التامة من نتاجنا وخطاباتنا الثقافية وإتاحة الفرصة كاملة للبحث عما ينمي الحوار مع الآخر بشكل واثق، وجاد، وفعال؛ لتقديم مادة إبداعية عالية القيمة، مع ضرورة تجاوز النمطية لفتح أبواب واسعة في الحقل المعرفي لتكون مجلة المستقبل دون أن تتنكر للماضي أو تتخلى عن دروسه. مجلة وليدة منافسة متسلحة بمفاهيم نقدية حديثة مقترنة بمنهج علمي في الطرح والبحث عن الدلالة. وإذا مضينا طويلا وراء هذا المنظور، فسوف نكتشف صورا مغايرة من صور التراث، تختلف دون شك عن تلك التي اعتدناها. ولا بد هنا من الاعتراف بأن المجلة الناجحة هي تلك التي تقدم تصورا وأفقا جديدا للتحول الحادث في المجتمع، وتجيب عن الأسئلة الكبرى بما يولد لدى القارئ الرغبة في المشاركة، وهذا يتوقف على سياسة التحرير. بعدها ستدور العجلة، وتنفتح المجلة على آفاق أكثر خصوبة، متسلحة بوعي عميق بأهمية الثقافة، وبانتماء قوي للوطن وثوابته، مرتبطة بالمشروع الحضاري الكبير الذي قدمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين والمتمثل في رؤية 2030. مع ملاحظة أن تكامل مشروع المجلة سيأخذ منحى تدريجيا لاستكمال المنجز.