نتحدث في هذه المقالة عن حُمَيْدٌ بن ثور بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هِلال بن عامر بن صعصعة، الشاعر المخضرم، الذي أدرك الجاهلية والإسلام وشهد زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أُشتهر "الهلالي" بكنيته أبا المثنى، وتذكر الكتب التاريخية بإنه وفد على النبي مسلماً فذكر الشعر بتمامه، وفي آخره يقول: حتى أرانا ربنا محمدًا يتلو من الله كتابا مرشدا قبيلته بنو هلال وقد جاوروا: نَهْد، سَلُول، خَثْعَم: في بِيْشَة، رَنْيَة، تُرَبة وما والاها، وهو من أصحاب المُعلقات والمُذهبات، وأُدرج اسمه في المركز الرابع من طبقات فُحول الشعراء الإسلاميين، ولُقب بحميد الجِمَالات، وعند الهَجَري (بِحُمَيْد الجِمَال)، وهو من أهل بيشة وبالتحديد تَبَالَة، ويدل ذلك ما جاء في شعره يمدح الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، ويرثي والده عبد الملك فقال: أبْصَرْتُ ليْلةَ مَنزلي بتَبالةٍ. والمرءُ تُسْهِرُهُ الهُمُومُ فَيسْهَرُ عاش بين وديان بيشة سائراً بين سهولها ووهادها وذكر المناطق المجاورة لها فقال يصف حمامة ورقاء: إذا شِئْتُ غَنَّتْنِي بأَجْزَاعِ بِيْشَةٍ.. أَوِ النَّخْلِ مِنْ تَثْلِيْثَ أوْ مِنْ يَبَنْبَما عَجِبْتُ لَها أَنَّى يكونُ غِنَاوُهَا.. فَصِيحاً وَلمْ تَفْغَرْ بِمَنْطِقِها فَمَا