الهدف هو الغاية والمحطة التي يرغب الإنسان الوصول إليها، وهو الإنجاز المتحقق الذي يتلاءم مع الطموحات والأمنيات. إن وضوح الهدف مهم جدا، البعض منا يتقن ويعرف الشيء الذي لا يريده لكنه لا يعرف الشيء الذي يريده! فمثلا أريد تغيير وظيفتي وأريد تغيير حياتي للأفضل لكن لا يعرف ماذا يريد؟ يمكن القول بأن لديه «عجزاً» في تحديد أهدافه. لذا فالهدف الواضح يسهّل رؤية الطريق الموصل إليه ويجعله طريقا هادئا واضحا بعيدا عن الارتباك والتشويش بجودة «إضاءة» عالية من الثقة والصبر. عادة ما يختلجنا شعور داخلي عند التأمل وحوار صامت مع النفس مفاده: عندما يكون لدي وقت سأقوم بكذا وكذا، أو يوما ما عندما تتغير الظروف من حولي سأتغير للأفضل وسأصبح شخصا آخر، وعندما تنبسط لي الطرق الوعرة وتصبح ملساء ناعمة معبدة سأبدع وسأنتج، وبعد هذا الحوار المألوف مع النفس ترى أنك تقول شيئا مكررا ومألوفا لديك!. مما لا شك فيه أن الأكثر يؤمن أن الذي يساعد على التركيز والسير بالاتجاه الصحيح هو وضوح الهدف، فوضوح الهدف بحد ذاته هو قوة، ولتحقيقه لا بد من تسخير وتركيز الطاقة البدنية والذهنية والعاطفية وحتى المالية بفعالية لتتماشى وتتناغم مع الهدف. ولا ننسى ما بعد وضوح الهدف، وهو جودة التخطيط لتحقيقه. فمثلا عندما تقرر شركة ما إنتاج منتج جديد فهذا هدف جذاب وسهل، لكن عند التنفيذ يتطلب الكثير من الإجراءات والاستراتيجيات وجهد في اختيار موظفين جدد وضغط جداول الموظفين الحاليين إلى جانب توفر ميزانية مالية مناسبة، ناهيك عن حالات الإحباط والتقهقر التي ستصيب الموظفين، وكيفية التنبؤ بها، ومن ثم معالجتها، لذا يجب أن نرجع خطوة للوراء ونقوم بتحليل الشيء الذي يدفعنا لاجتياز هذا الهدف، فكلما كان لدينا دوافع وأسباب قوية وثابتة تجعل منا شخصا يتصارع مع الأزمات ويتماهى مع العقبات دون أن يتغير مكانه أو تسمع آهاته، كلما كان اجتياز الجسر الوعر أمرا مقبولا على النفس مصاحبا العزيمة والتفاؤل وممكنا في الوقت نفسه. أخيرا، الأهداف تتفاوت أحجامها وأوزانها مثلها مثل سبيكة الذهب كلها ثمين، ولكنها تتفاوت في العيار، ومنها الكبير الثقيل الوزن ومنها الخفيف، فابدأ بالتدرج في الاختيار حتى تظفر بالاعتلاء والنمو، وترتحل عن الإخفاق والفشل. وقد ذكر أحد فلاسفة الرواد في مجال النجاح الشخصي، «نابليون هيل» في كتابه- Think and Grow Rich- بعض النصائح الرائعة عندما كتب «لا تنتظر.. لن يصبح الوقت ملائما تماما، وابدأ من حيث تقف، واستخدم الأدوات المتوافرة تحت تصرفك، وسوف تأتيك أدوات أفضل كلما تعمقت أكثر في إنجاز مهامك».