ما أسهل الكلام فيما "لا شأن لنا به"، وما أقسى نتائجه، وأخطر ما يقع فيه الإنسان؛ هو كل ما يترتب عليه من مفاسد كُبرى دينية أو دنيوية، ولنا أن نتخيل أن هناك أسرة عُرِفت بالخير، والفضل، والبر والإحسان، ولكن خرج من بيننا قوم؛ الناظر فيهم يرى العجب العجاب من استباحة للمنكرات والمجاهرة بها، ثم يأتي في ثوب الناصح "مستنقصاً" هذه الأسرة الفاضلة، حسداً وحقدا، وكأن بيته يخلوا من كثير من المفاسد، ثم يتأذى إن ذُكِر بيتُه بسوء؛ رغم ما فيه من منكرات، بيت هذا الشخص؛ هو لَبِنَة في مجتمع متعدد اللَبِنَات، فساده وإفساد نظرة بقية الناس له لن يصلحه أبداً، وقد يستمر، بل ويؤثر سلباً على من حوله من البيوت، فكيف إذا كان هذا التطاول، والتشويه، والتشكيك، والهمز، واللمز، فيمن قامت بهم الدنيا واستقام الدين، وهم "ولاة الأمر" من حاكم، وعلماء وأمراء، والطعن فيهم، وتصديق كل ما يقال عنهم، وترويج الأكاذيب من أي مصدر لتشويههم، بوجود تفكك أسري بينهم، أو إشاعة منكراتهم أو منكرات المجتمع ونسبتها لهم، فضلاً عن كون ذلك من إضعاف لِهَيبَتِهِم، واستخفاف بِقَدْرِهِم ومكانتهم في المجتمع، بل ويورث التخاذل في نصرتهم أمام خونة الداخل وأعداء الخارج، بسبب ماوَغَرَ في الصدور من هذه الطعونات، ثم الوقوع في مزلق الخروج عليهم والعياذ بالله. ومعلوم أن هذا المزلق من أخطر المزالق التي تفقد الإنسان الأمن والأمان، الذين لولاهما ما حُفِظَتْ الضروريات الخمس؛ "الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال"، ولنا في الواقع خير شاهد. ونصيحتي، بل هي وصية الحبيب لأمته: "عليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك، ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ"، هذا في أمر العامة فكيف بأمر ولاة الأمر؟، إذاً طاعة لله ورسوله ؛ أوجبت علينا النظر في أنفسنا والانشغال بإصلاحها، وإصلاح من ولانا الله أمرهم، ومن ثم يصلح المجتمع، وعلينا شكر الله على الأمن والأمان بالإسهام في حفظهما وتعزيزهما؛ بالرد على كل من يحاول زعزعتهما، وعدم مجالسته، فاللهم أدم علينا الأمن والأمان والإيمان واحفظهما من الزوال.