ليس جديداً على مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية تمدد مبادراتها في أنحاء العالم باسطة يديها بالخير والنماء المادي والمعنوي الذي يؤكد المكانة الحقيقية للمملكة قبلة الإسلام وراعية السلام ومهوى أفئدة المسلمين وراعية التواصل الحضاري بتفاصيله المشهودة. وما أمر خادم الحرمين الشريفين الذي يتجدد كل عام باستضافة آلاف الحجاج من عشرات الدول إلا أكبر الشواهد على ذلك. وذلك يأتي استمراراً للنهج الكريم لبلادنا المباركة في رعاية المسلمين في أصقاع المعمورة والقيام بمسؤوليتها الكاملة في الدعوة إلى الله وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ورعاية مصالح المسلمين في كل مكان ومساندتهم كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً عرباً وعجماً. ويجدر بوزارة الشؤون الإسلامية المشرفة والمنفذة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة أن تستثمر هذا الموسم العظيم في التعريف بأحوال المسلمين في الدول التي تمت استضافة أفرادها عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التقنية المتنوعة والأفلام الوثائقية والدورات الدعوية ومهارات التواصل المتنوعة وعرض ثقافاتهم في دولهم وتوطيد سبل التواصل معهم وتأسيس قاعدة بيانات وسير ذاتية للضيوف ودعوتهم للمشاركة في المؤتمرات والملتقيات التي تناسب تخصصاتهم ومجالاتهم ليكونوا رسل السلام للإسلام، ودعاة للخير وشهود عيان على ما أنعم الله به على بلادنا من خير وفضل وأمن وأمان وعدل وسلام. إضافة إلى أنه يُسهم في نشر الصورة الذهنية الصحيحة للمملكة في أنحاء العالم وتصحيح ما يروجه المغرضون من كذب وافتراء؛ يفتح الآفاق للحجاج المستضافين في أن يكونوا دعاة خير وحب وسلام ووسطية وعدل منطلقة من سماحة الإسلام ويسره وسهولته، وتعليم أبناء جلدتهم ما يجب تعلمه من الإسلام بالضرورة، ويفتح صفحة مشرقة من التكافل والتعاون بين المسلمين وسُبلاً ممتدة من التعارف بين الحضارات وتبادل الثقافات والتآزر لمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله وممارساته.