هذا النداء الرباني العظيم، كانت وما زالت المملكة منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمده الله بالعون والتوفيق وهي راعية له ولشعائر الإسلام جميعها، ليس في المملكة وحسب بل في شتى أنحاء المعمورة، ومن هذه الشعائر شعيرة الحج العظيمة والركن الخامس من أركان الإسلام، وما قامت وتقوم به المملكة على مدار العام من خدمة حجاج وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف بكل تفانٍ وإخلاص وتذليل الصعاب من توسعة وتنظيم للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في سبيل راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، ولا يقوم بإنكار هذه الخدمات -التي تعتبرها المملكة واجباً وشرفاً- إلا جاحد وحاسد وباغض لهذه البلاد المباركة، وإن تسييس مثل هذه الشعيرة هو مع الأسف سقطة فاشلة وإعماء للأبصار وصم للآذان عن حقائق ووقائع شاهدة وملموسة، ولا زالت المملكة تنأى بنفسها عن هذه المهاترات والسقطات، وهي تفتح ذراعيها لجميع ضيوف الرحمن حتى من الدول المعادية، وتقوم بخدمة جميع حجاج بيت الله الحرام وزواره دون تمييز، وما أمر خادم الحرمين الشريفين بفتح المنفذ للأخوة الأشقاء في دولة قطر للحج بدون قيد أو شرط، وتخصيص أسطول جوي لنقل الحجاج القطريين على نفقة خادم الحرمين الشريفين إلا دليل على اهتمام المملكة بكافة ضيوفها وتحييدها جميع الخلافات مع كافة الدول في سبيل راحة ضيوفها من حجاج ومعتمرين من كافة أصقاع الأرض. إن تسييس الحج ما هو إلا ضعف وتخاذل وحيلة العاجز عندما لا يكون لديه قضية، وإنكار جهود المملكة عن طريق منابرهم الإعلامية الكاذبة دليل إفلاسهم المهني والإعلامي والسياسي، فالمملكة وضعت نصب عينيها خدمة ضيوف الرحمن على مدار العام، وما زال قادة هذه البلاد المباركة وأبناؤها يبذلون الغالي والنفيس في سبيل راحة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار بشهادة المسلمين في كافة بقاع الأرض، حفظ الله المملكة، ووفق الله خادم الحرمين وولي عهده لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.