يعد الراوي محمد بن مفلح آل عبيّان الدرعاني -رحمه الله- الذي وافته المنية قبل أيام، أحد أكابر المُعَمِّرين الرواة في محافظة بيشة عن عمر ناهز 110 أعوام، ويُعد ابن عبيّان من الذين عاصروا حروب توحيد المملكة العربية السعودية المباركة على يد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز ال سعود -طيب الله ثراه- كما شارك في أحداث موقعة «عين الفعم» وهي من عيون بيشة النَّضَّاخة، وتقع الآن في بحيرة سد الملك فهد العملاق بأعلى وادي بيشة، وذلك عندما استقرت جيوش الملك عبدالعزيز بقيادة الملك فيصل -رحمهما الله- وجعلت من بيشة بوابة لفتح عسير، وذلك سنة 1341ه، وحينها كان ابن عبيّان شاباً يافعاً. وثّق اسمه كأحد الرواة الإخباريين في مركز التاريخ الشفوي بدارة الملك عبدالعزيز بالرياض تحت التصنيف رقم «2471»، إثر مقابلة أجريت معه بمنزله في بيشة، التقيت به عدة مرات، كان -رحمه الله- سمحاً جواداً طيب النفس كثير الترحاب، كان غمر البديهة متوقد الذهن يتميز بقوة الحافظة، وحدّة الفكر يتذكر أحداثا جِسَاما يحفظ كثيرا من الأشعار الشعبية ومنها أشعار بني هلال، أصيب آخر عمره بضعف شديد في البصر متمثلاً بقول حميد بن ثور الهلالي: لا أُبْصِرُ الشَّخْصَ إِلَّا أَنْ أُقارِبَه مُعْشَوشِياً بَصَري مِنْ بَعد إِبْصارِ.