ابدأ والقلب يحمل الكثير والحبر في قلمي وعدني بأن لا يجف حتى أنتهي من أمواج قلبي قبل أن تصبح يابسة.. لكل إنسان لغز محير قد يستطيع اكتشافه وحله وقد لا يستطع، ولكل منا مرآة لقلبه يرى فيها صراعاته وآماله وأحلامه، ونتمنى في كل مرة أن نراها صافية بلا خدوش. ولكن تأتي أوقات تصدع فيها مرآة قلوبنا، وهنا تسألت هل يعرف قلبي أكثر مني؟ هل يريد مساعدتي لأخطو أم لأهلك؟ قد تأتينا التساؤلات بين أنفسنا ولا نعلم لها أجوبة وإن علمناها وفكينا رموزها، فلن نصدقها لأن بعضها سيؤلمنا وبعضها سيجرحنا فنختار أن نكون بدائرة مرآة قلوبنا. طفولة ثم مراهقة هو مقياس زمني قصير يعطي القليل، ويأخذ الكثير، لذلك الحياة تحتاج إلى قوة محمولة بالصبر والاجتهاد لتتجاوز تلك الأسوار الشائكة التي مهما كانت حوافها ورودا تظل بالأشواك جارحة، ومهما نالت منا الآلام ورأينا الإخلاص يعود بطعنات لنكن أقوى لنكسرها بالطيبة، فهي أعظم وأقوى سلاح ولكن للأسف الكثير يستهين بها وجبناء القلوب وجاهلين العقول يرونها ضعفاً، والحقيقة هي أن الطيبة كنز لمن يعرف التعامل بها، رد الإساءة بالإحسان هو كسر للشخص المسيء، واعتزاز قلبك بنفسك، ولا أنكر الظلم والحقد الذي أصبح يسود عالمنا، وبقوة، وأصبحت موضة سخيفة لإظهار من الأقوى ضعفاً وظلماً، ولكن تبقى بذرة الخير أقوى من شجرة الظلم. لنتذكر ونرجع للوراء لطفولتنا حيث الأحلام الوردية والأقلام الخشبية، عالم الأطفال كوكب مصغر كل ما به أنهار ألوان وجبال ألعاب، ومع هذا ليس كل طفل عاش طفولته ولكن عاش براءته، بين دموع ونسيان نحتاج أخلاقاً بقلوب بيضاء ليست مستحيلة، هي معادلة بسيطة (حضن وقلب)، لكل حزين ومهموم ومفكر وحتى سعيد.. احتضن قلبك وأطلق جناحيك وابقى محلقًا ترفض السقوط، قد تأتي أوقات للغصون تحتضن الغيوم، فلما إعصار قلبك بمشاحنات الحياة، فلا شيء يبقى على حاله، دورة الحياة لا تنتهي مثل يرقة خجولة اختبأت داخل شرنقتها، وخرجت منها للحياة فراشة ترفرف بالأرجاء. دعوا الأيادي تكن واحدة وإن غضبت الأمواج ووصلت لليابسة.