يبدو أن الكتابة عن العلاقة الزوجية، وتحديداً محاولة رصد قائمة بأهم أسرارها ومفاتيحها التي تُسهم في حمايتها ونجاحها، ليست بالأمر البسيط أو السهل، فهي معقدة وشائكة في تفاصيلها وعناوينها من جهة، ومستباحة ومتناولة بشكل مفرط ومكثّف من جهة أخرى، مما جعلها - العلاقة الزوجية - قضية مجتمعية تحتل حيزاً كبيراً ومهماً في نقاشاتنا وحواراتنا. عدد لا يمكن حصره من المقالات والدراسات والأبحاث والتقارير والدورات والبرامج التي تتناول الأسرار والنصائح التي تُحقق السعادة الزوجية التي يعدها البعض المستحيل الرابع الذي يجب أن يُضاف للمستحيلات الثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي. حشدت الكثير من الأسرار والمفاتيح والنصائح التي يُمكنها أن تُحقق السعادة الزوجية، ولكنني وضعت قائمة من خمسة أسرار فقط للسعادة الزوجية، أجدها الأكثر أهمية وواقعية لتنعم هذه الشراكة الإنسانية بالسعادة والنجاح، وهي: 1 - «المسافة الذكية» وهي أحد أهم أسرار نجاح العلاقة الزوجية، بل كل العلاقات الأخرى. هذه المسافة الضرورية، يحتاجها الطرفان ليشعرا بالاطمئنان والسلام والحرية، بعيداً عن الأسئلة والظنون والشكوك والملاحقة التي قد تُسبب الضجر والاختناق، ولكن دون أن يُفقد الاهتمام والتقدير. 2 - «الاحترام المتبادل» الذي يُعدّ أحد الأساسات المتينة لنجاح وبقاء العلاقة الزوجية، والتي قد تتعرض للمشكلات والانهيار نتيجة غياب الاحترام من أحد الطرفين أو كليهما. احترام المشاعر والخصوصية والمزاج والهواية وغيرها من التفاصيل يُطيل من عمر هذه الشراكة المقدسة، بل ويغمرها بالسعادة. 3 - «التنازل من الطرفين» وعدم الرغبة الدائمة بالانتصار على الطرف الآخر، وتحميله المسؤولية الكاملة عن كل خطأ أو تقصير؛ فالعلاقة الزوجية السعيدة، تحتاج للكثير من التنازلات من الطرفين لتستطيع مواجهة الصعوبات والتحديات. 4 - «المثالية المستحيلة» التي يبحث عنها أو يتوقعها الطرفان من بعضهما، والتي سرعان ما يُكتشف زيفها واستحالتها؛ الحياة الزوجية في واقعها وحقيقتها ليست علاقة رومانسية في رواية أو فيلم، ولكنها علاقة إنسانية طبيعية لا تسكنها المعجزات. 5 - «الصداقة الواعية» التي تُقرّب وجهات النظر والاهتمامات بين الطرفين. والصداقة الواعية تُبنى بالحوار المثمر والذكي، وفهم طبيعة ومزاج الطرف الآخر، الأمر الذي يُسهم في زيادة منسوب الحب والثقة والتفاهم والأمان. هذه هي قائمتي الصغيرة لأهم خمسة أسرار للسعادة الزوجية، فماذا عن قائمتك أنت عزيزي القارئ؟.