اختارت الروائية التركية إليف شافاك في حوار أجري معها مؤخراً أفضل عشرة كتب ستقوم بأخذها معها فيما لو اضطرت للذهاب إلى جزيرة صحراوية معزولة، فجاءت اختياراتها كالتالي: أورلندو لفرجيينا وولف وقالت عنها شافاك: «كنت تلميذة حينما قرأت أورلندو لأول مرة، وأتذكر كيف أمضيت عدة أيام بعد ذلك في حالة ذهول سعيدة». وأضافت :»أورلندو هي رواية عن التحولات والرحلات من رجل إلى امرأة ومن الغرب إلى الشرق ومن عصر لآخر وهكذا، إنه كتاب سابق لزمنه، وما يزال حتى اليوم يلهب أذهاننا». مشروع الممرات لوالتر بنيامين وقالت عنه شافاك: «هذا الكتاب عبارة عن منزل بعدة أبواب وممرات ونوافذ لا تنتهي إلى الأبد، لا يمكن أن يكون ثمة قراءتان متطابقتان له، وبعد الانتهاء منه فإن الطريقة التي تتصور بها المدينة التي تعيش فيها لن تظل هي نفسها مرة أخرى»، وأضافت: «إنه مشروع غير مكتمل، لكن ربما لا يمكن أن يكون لكتاب بهذا الحجم نهاية محددة. إن بنيامين مفكر غير عادي، متمرد وحيد وثوري غريب لا ينسجم أبداً مع أي اتجاه وهو رجل يتمتع بذكاء ويأس». ملاحظات ابن البلد لجيمس بالدوين وقالت عنه شافاك: «عشت منذ طفولتي في العديد من البلدان إسطنبول ولندن ومدريد وبوسطن وغيرها، وأحد الجوانب السلبية لحياة الترحال هو أنه لا يمكنك أبداً الاحتفاظ بمكتبة مناسبة، في مرحلة ما كان لدي صناديق كتب في إسطنبول بانتظار شحنها وصناديق كتب أخرى في أريزونا. عليك أن تتخلى حتى عن أكثر ممتلكاتك المفضلة، لكنْ ثمة مؤلف واحد، لم أستطع فعل ذلك معه هو جيمس بالدوين». ثم أضافت: «ملاحظات ابن البلد هو مجموعة من المقالات عن اللغة والعنصرية والكراهية والتعايش والكرامة». ستسمع صوت الرعد لآنا أخماتوفا وقالت عنها شافاك: «كيف يمكنك الاستمرار في الكتابة لخلق الجمال والتطلع إلى الحرية في ظل أبشع الأنظمة؟ أخماتوفا رائعة وشاهدة على عصرها، إنها تجعلني أتمنى لو أتحدث الروسية، لكن قراءتها مترجمة ليست أقل متعة للعقل والروح». غاتسبي العظيم لسكوت ف. فيتزجيرالد وقالت عنها شافاك: «يمكنك أن تقع بغرام هذا الكتاب لأسباب متعددة، ليس ثمة أبطال هنا، إنهم بشر فقط بكل عيوبهم وإخفاقاتهم. على الرغم من أنه كتاب عن مكان وزمان معينين، وعن الجانب المظلم للحلم الأميركي، إلا أنه يشعرك كذلك بالزمن والهدوء، وهذا هو سر جاذبيته العالمية». وأضافت: «غاتسبي العظيم ليست قصة يمكنك قراءتها مرة واحدة ثم وضعها جانباً، إنه كتاب يستحق أن تعاد قراءته في مراحل مختلفة من الحياة». ميدلسكس لجيفري يوجينيدس وقالت عنها شافاك: «إنها واحدة من أكثر الروايات روعة في الأدب العالمي. استكشاف الهوية الجنسانية، والهوية العرقية، والحلم الأميركي، والمهاجرين، وذكريات الأسرة، والأساطير الجماعية.. لكن بالنسبة لي هي رواية في المقام الأول عن الانتماء - كيف نفشل، لكننا نجد بطريقة ما الأمل والإرادة لمواصلة محاولة الانتماء». الأخت الدخيلة لأودري لورد وقالت عنه شافاك: «إنه مجموعة رائعة من المقالات لامرأة رائعة. وجهات نظر لورد بشأن العرق والجنس ورهاب المثلية وكره الأجانب والتمييز الطبقي.. وغيرها بالنسبة لي هذا الكتاب هو بيان للتعددية. في عصر يتم فيه اختزالنا جميعًا إلى هويات مفردة وتدخل في تكتلات مصطنعة». وأضافت: «إنه كتاب عن الحب والمرونة والإخاء». العقل الأسير لتشيسلاف ميلوش وقالت عنه شافاك : «لقد كتب الكثير عن الاستبداد ومظاهره المتعددة، لكن قيل القليل عن الطرق التي يستوعب بها الناس، حتى أكثر الناس تعليماً ومن يبدون منفتحين، الاستبداد في حياتهم اليومية» وأضافت: «لقد كتب ميلوش عن الوطن والمنفى والذاكرة والتاريخ». ألف ليلة وليلة وقالت عنه شافاك: «لا يعلم الكثيرون في الغرب مدى أهمية هذه الحكايات للفتيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، وأضافت: «شهرزاد عظيمة وملهمة، وموضوعاتها عالمية وجريئة». فنان من العالم الطليق لكازو إيشيغورو وقالت عنها شافاك: «رواية تدور أحداثها في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وهي رواية مكتوبة ببراعة كتبها المؤلف البريطاني الياباني عن الشيخوخة، والعزلة، والفن، والذاكرة، والحيل التي لا نهاية لها التي تتلاعب بها بأذهاننا.. إيشيغورو هو نوع الكاتب الذي يطلب من القارئ في كل مرة أن يثق به».