ازداد تورط ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في تهريب وتجارة المخدرات خلال الأشهر الماضية، سعياً منها لتعزيز وتنويع مصادرها التمويلية إثر تراجع حجم الدعم المالي الإيراني الذي اعتادت الحصول عليه، قبل أن يتعرض نظام طهران لخسائر مالية واقتصادية فادحة تحت تأثير العقوبات الأميركية عليه جراء رعايته للمليشيات الإرهابية في المنطقة. وقال مصدر أمني يمني ل"الرياض": إن الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية تمكنت من إلقاء القبض على أكثر من 10 شحنات مخدرة خلال الشهرين الماضيين في عدد من المحافظات، كانت في طريقها إلى ميليشيات الانقلاب المدعومة إيرانيا في صنعاء وصعدة، مؤكدا وجود مؤشرات بتورط تنظيم "حزب الله" الإرهابي في دعم الحوثيين في عملية صناعة وتهريب وتجارة المواد المخدرة مستفيدا من خبرة التنظيم الطويلة في إنتاج وبيع المخدرات. وأكد مدير أمن محافظة مأرب، العميد عبد الملك المداني، أن الأجهزة الأمنية ضبطت اليومين الماضيين شحنة جديدة من المخدرات في إحدى النقاط الأمنية على الطريق الرابط بين مأرب ومناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين، وتقدر ب99 كيلو جراما، أثناء محاولة تهريبها إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، مشيرا إلى أنها استخدمت طرق احترافية من خلال إخفاء الكمية في (حوض) مركبة دفع رباعي. وفي أواخر شهر رمضان المبارك، ضبطت أجهزة الأمن اليمنية في منطقة قانية بمحافظة مأرب شحنتين من الحشيش المخدر، إحداهن تحتوي على 43 كيلو جرام، كانت في طريقها إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وسبقها بأيام إحباط عملية تهريب ثالثة لشحنة مخدرات تقدر ب 125 كيلو جرام في منطقة حريب التابعة لمحافظة مأرب، بالإضافة إلى ضبط شحنة خامسة من الحشيش المخدر في أواخر ابريل الفائت تحتوي على 293 كيلوغراماً أثناء توجهها إلى الحوثيين بصنعاء . وكشف مدير عام الشرطة بمحافظة مأرب في تصريح سابق »للرياض« عن تمكن الأجهزة الأمنية اليمنية بمأرب من ضبط 14شحنة حشيش كانت في طريقها إلى الإنقلابيين الحوثيين في صنعاء، فيما بلغ إجمالي الحشيش المخدر المضبوط ما يقارب 4 أطنان خلال عام 2018، ولفت إلى استخدام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران للنساء والأطفال كوسيلة تمويه لتهريب المخدرات من النقاط الأمنية المتواجدة على الخط الرئيسي الرابط بين (مأرب - صنعاء) متجاوزة كل الأخلاقيات والعادات والأعراف والتقاليد والقيم الدينية. وفي مواجهة "حرب المخدرات الحوثية" كثفت السلطة المحلية اليمنية في مأرب اهتمامها وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية والعسكرية في مجال مكافحتها، إذ أجرى محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، سلسلة لقاءات واجتماعات بالمسؤولين في إدارة مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية اليمنية، في إطار بحث تعزيز آليات ووسائل مكافحتها. وأكد اللواء العرادة أن مكافحة المخدرات تشكل واحدة من أهم الجبهات التي تخوضها الحكومة اليمنية ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مشيرا إلى أنها تعتمد على تجارة وبيع المخدرات لتمويل حربها على الشعب اليمني وتدمير المجتمع وأطفاله وشبابه بهدف تجنيدهم والزج بهم إلى محارق الموت تحت تأثير هذه المواد المخدرة. وكشف اللواء العرادة، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية، وثّقت ارتباطاتها بعصابات ومافيا تهريب وتجارة المخدرات، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في العديد من المحافظات اليمنية المحررة ضبطت كميات وشحنات متعددة ومتلاحقة من المخدرات والمواد السامة، كانت في طريقها إلى الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء. وتستند مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلى فتوى مؤسسها الهالك "بدر الدين الحوثي" التي تجيز لعناصرها وأتباعها صناعة وتهريب وتجارة المخدرات والمحرمات والممنوعات، وتعتبرها شكل من وسائل المواجهة مع خصوم وأعداء الجماعة إلى جانب كونها تعد من مصادر تمويل أنشطتها العسكرية.