السيدة «فيروز» تعد أقدم فنّاني العالم المستمرين في العطاء حتى الآن، متجاوزةً في العمر «83» عاماً، كرمز كبير في الساحة الفنية العربية، حيث الأعمال الفنية المتنوعة التي تجاوزت «800» عمل بين مسرح وأغنية وفيلم، تعطي بعداً آخر لمدرسة جديرة بالاهتمام حول تعاطيها الإعلامي النادر جدًا، والبعد عن التصريحات الشخصية والسياسية، فالقليل يعرف شخصيتها التي تتصف بالغموض والعزلة عن الإعلام بكل أنواعه وأشكاله، فاللقاءات المحدودة تأتي في كامل تألقها وتأنقها -مثلما هي فيروز في المسرح لا تبحث عن الشهرة بكثرة الظهور خارج جنباته- ما أكسبها «كاريزما» وبعداً مختلفاً حيث الشهرة التي بحثت عنها وعن عملها السينمائي والمسرحي وصوتها الشجي دون كسر حواجز الخصوصية التي آثرت أن تبقيه أسيراً خلف جدران منزلها الجبلي. عندما يأتي ذكر السيدة فيروز الجميع يلقي الضوء على أعمالها التي تتميز ببساطة التعبير وعمق الفكرة الموسيقية وشعوبية الانتماء اللفظي، لا يشوب ذكرها أي مواقف تشوه مسيرتها الفنية الرائدة، عكس ما نشاهده عند أغلب الفنانين، سواء المعاصرين أو السابقين وإن جاز استثناء الرائعة «ماجدة الرومي» التي تسير على خطى السيدة. كل التقدير لهذا النموذج الفّذ على هذا العطاء السخي الذي جعلها تتربع على قمة هرم الشهرة التي آثرتها على غيرها، بعملها الفني الغني دون الحاجة والاستعانة بتصريحات تكشف فيها عن حياتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي أو الاستعراض بفساتينها وآخر مشترياتها أو الظهور المستمر في القنوات والاستسلام للإعلام بشكل عام.