نحن أبناء هذا الوطن الكريم قد امتن الله علينا بنعم كثيرة تحت ظل أمنٍ وارف وعيشٍ رغيد، وما بين أيدينا اليوم من فردوس الدنيا هو فضل من الله، فأيدينا تمتلئ بالقمح الأحمر، وتؤدم طعامها بالسمن الأخضر، وتقضي حوائجها بالدرهم الأصفر. في هدوء وصفاء روحي يبدد روتين الحياة وضجيجها. والدولة - حفظها الله - نزلت إلى ما يتطلع ويتوق إليه المواطن، فأنشأت "هيئة الترفيه"، وهذه الهيئة والقائمون عليها قاما على قدم وساق في كل ما من شأنه ترفيه المواطن. ونتطلع إلى إيجاد وسائل ترفيهية يكون الترفيه فيها دائماً وليس مؤقتاً كحدائق عامة تتوفر فيها كل احتياجات مرتاديها، وأعتقد جازماً أن هذا توجه الدولة، وهذا ما سوف نلمسه في "الرياض الخضراء" ومن ثم تعمم فكرة الرياض الخضراء على جميع مناطق المملكة. الميادين العامة وما فيها من خضرة متنفس مثالي للمواطن والمقيم، فيجدان فيها الهدوء والصفاء والسكينة. ومن تلك الوسائل التي تجلب الترفيه وجود مكتبة علمية في كل حي سكني، ففي الكتاب راحة نفسية وصفاء ذهني، فالكتاب ينقل تجارب الأمم والشعوب، ومن ثم تكون هذه التجارب تحت أيدينا. وأرى أن مثل هذا التوجه حتمي ومقصد حضاري، فالقراءة عنوان للتحضر وسكينة للنفس وبستان للمعرفة ومحطة لتلاقح الأفكار. وكذلك تصميم وبناء ملاعب رياضية في كل حي سكني يزاول الشباب هواياتهم بعيداً عن الأخطار وبعيداً عن الشوارع والأزقة وإيذاء المارة، وبعيداً عن عوادم السيارات. والرياضة قبل أن تكون مطلباً ترفيهياً هي مطلب صحي. أيضاً من وسائل الترفيه تجميل شوارع المدن تجميلاً أخّاذاً يأخذ بعين الناظر، فإذا كانت شوارعنا وطرقنا مجملة بالأشجار فإن السالكين فيها يشعرون بما يريح النفس، ويقضي على سأم الازدحام المروري. ويندرج تحت الترفيه إيجاد أماكن مناسبة لكبار السن والمتقاعدين يقضون بها أوقاتهم، ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم، ويسترجعون ذكرياتهم. إن مثل هذه الخطوة ضرورة نفسية واجتماعية. وإقامة مقاهٍ للشباب ومسابقات ثقافية وعلمية تجمع بين الترفيه والعلم. وختاماً، إني أرى أن مثل هذه الوسائل للترفيه مجتمعة أو منفردة تؤتي أكلها دائماً عبر الأجيال الحاضرة والقادمة.