خرج الجزائري رياض محرز في الموسم المنصرم متفوقاً على السنغالي ساديو مانيه، باحتفاظ فريقه مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي في كرة القدم، بفارق نقطة عن ليفربول. واليوم الخميس، تنتقل المنافسة بين اللاعبين إلى مصر، في لقاء مرتقب بين المنتخبين ضمن الجولة الثانية للمجموعة الثالثة في كأس الأمم الإفريقية. في مباراة ستكون فاصلة في تحديد متصدر المجموعة، يلتقي ثعالب الصحراء مع أسود تيرانغا الخميس على استاد (الدفاع الجوي) في العاصمة المصرية، في الجولة الثانية للمجموعة التي قدم المنتخبان في جولتها الأولى عرضاً قوياً، أفضى إلى فوز كل منهما بالنتيجة ذاتها (2-صفر): الجزائر على حساب كينيا، والسنغال على حساب تنزانيا. وستشكل مباراة اليوم فرصة أولى للسنغالي مانيه للمشاركة في النسخة الحالية من البطولة بعد غيابه عن المباراة الأولى بسبب الإيقاف، وبدء سعيه لقيادة منتخب بلاده إلى لقبه الأول في البطولة في مشاركته ال15. في المقابل، يأمل محرز، أفضل لاعب إفريقي في 2016، في أن يساهم في قيادة الجزائر إلى لقبها الثاني بعد 1990 على أرضها. فيما يأتي عرض لمباريات الغد، التي تشمل أيضاً مواجهة كينياوتنزانيا في المجموعة ذاتها في القاهرة، ولقاء مدغشقر وبوروندي ضمن المجموعة الثانية على استاد الإسكندرية. وحققت الجزائر بداية قوية في نسخة 2019، تمكنت عبرها من طي صفحة الانطلاقات غير الموفقة في البطولة، والتي أفضت لخروجها من الدور الأول في اثنتين من المشاركات الثلاث الأخيرة (2017 و2013، وبلغت ربع النهائي في 2015). وقال المدرب جمال بلماضي بعد الفوز على الافتتاحي على كينيا «حصد النقاط الكاملة من مباراتنا الأولى عنى لنا الكثير لأن للجزائر تاريخ سيئ من البدايات في أمم إفريقيا لقد كسرنا هذه الحلقة السيئة». من جهته قال محرز «نعرف أننا خلال 20 عاماً لم نفز سوى مرة واحدة في المباراة الأولى. أردنا أن نبدأ بشكل جيد وتمكنا من تحقيق ذلك». وقدم المنتخب الجزائري عرضاً قوياً في مباراته الأولى لاسيما في الشوط الأول، ارتكز على تعاون مثمر في خط المقدمة بين محرز وسفيان فغولي ويوسف البلايلي وبغداد بونجاح الذي سجل الهدف الأول للمنتخب من ركلة جزاء، قبل أن يضيف محرز هدف الاطمئنان. وعلى رغم تواجد العديد من الأسماء البارزة في المنتخب وتمتعه بتشكيلة تعد من الأفضل منذ أعوام، شدد بلماضي على محورية الأداء الجماعي بالنسبة إلى الفريق، وعدم الاتكال على الأسماء أو المهارات الفردية. وقال الدولي الجزائري السابق «أنا لست من محبذي تسليط الضوء على الأفراد على حساب الفريق علينا وضع تركيز أقل على رياض». في المقابل، ستكسب السنغال عودة مانيه إلى صفوف المنتخب، وهو الذي أنهى الموسم المنصرم في صدارة ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي، تساوياً مع زميله المصري محمد صلاح، والغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ. وقال مدافع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي بعد الفوز السنغالي «نحن في 2019، علينا الكف عن التفكير بالماضي. نريد أن نكتب قصتنا الخاصة أيضاً. الآن فزنا بالمباراة الأولى وسنركز على المباراة الثانية التي ستكون صعبة جداً لأن الجزائر مرشحة أيضا للقب». وتابع «علينا أن نحضر بشكل جيد لنكون مستعدين بنسبة 200 %». وستكون المباراة الثالثة توالياً بين المنتخبين في دور المجموعات لأمم إفريقيا بعد 2015 (فازت الجزائر 2-صفر) و2017 (تعادلا 2-2). وحضر عدد من السياسيين التنزانيين إلى مصر لمتابعة المباراة الأولى لمنتخب بلادهم، وعادوا يشكون من المخصصات المالية.. والغذاء. وقال رئيس مجلس النواب التنزاني جوب ندوغاي «من المهم للاعبينا أن يتوافر لهم ما يكفي من الطعام لمواجهة فريق مثل السنغال». أما بالنسبة إلى السياسي جوما نكاميا من الحزب الحاكم، «المنتخب الوطني هو فريق الحكومة. على الحكومة أن تستثمر في المنتخب». لكن المدرب إيمانويل أمونيكي كانت له وجهة نظر أخرى فيما يتعلق بخسارة المنتخب الذي يشارك للمرة الثانية بعد 1980، إذ «افتقدنا الخبرة والنوعية اللتين تتمتع بهما السنغال، ارتكبنا العديد من الأخطاء». ويتوقع أن تكون هذه المباراة الفرصة الأمثل لتنزانياوكينيا لمحاولة إنهاء الدور الأول في المركز الثالث، والعبور إلى الدور ثمن النهائي كأحد أفضل أربع منتخبات تحل ثالثة في المجموعات الست. وانتزعت مدغشقر في مشاركتها الأولى نقطة ثمينة من غينيا بتعادل 2-2 في المباراة الأولى، وتسعى للبناء عليها عندما تلتقي بوروندي الوافدة الجديدة مثلها، والتي خسرت أمام نيجيريا في الجولة الأولى بهدف نظيف. وقدم المنتخبان عرضاً لا بأس به في الجولة الأولى، وحتى مدغشقر الخاسرة كانت قريبة من انتزاع نقطة من نيجيريا المتوجة ثلاث مرات والعائدة للمرة الأولى منذ لقبها الأخير عام 2013، لكن المهاجم البديل أوديون إيغهالو تمكن من تسجيل الهدف الوحيد في الدقيقة 77. رياض محرز