ستكون للمنتخبات الأربعة في المجموعة الثالثة طموحات مختلفة خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر، إذ تضع الجزائروالسنغال الفوز نصب أعينهما، بينما سيكون أقصى طموح كينياوتنزانيا بلوغ الدور ثمن النهائي. وتوجت الجزائر باللقب القاري عام 1990 حين استضافت النهائيات على أرضها بمشاركة ثمانية منتخبات في حينها، فيما كانت السنغال قاب قوسين أو أدنى من اللقب عام 2002 قبل أن تخسر النهائي بركلات الترجيح أمام الكاميرون. ويضم المنتخبان في صفوفهما لاعبين اثنين يعدان من أبرز المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز، هما: رياض محرز - المتوج مع ليستر سيتي بلقب الدوري عام 2016 وبثلاثية الدوري والكأس وكأس الرابطة مع مانشستر سيتي الموسم المنصرم - ، وساديو مانيه الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا مطلع الشهر الحالي مع ليفربول. في المقابل تعود كينيا إلى البطولة القارية للمرة الأولى منذ عام 2004 م ، فيما غابت تنزانيا عن النهائيات منذ عام 1980م ، ما يجعل طموحات المنتخبين محصورة واقعيا بمحاولة بلوغ الدور ثمن النهائي. ومن أبرز التحديات التي تنتظر منتخبات المجموعة الثالثة في النهائيات القارية التي تفتتحها مصر بعد غدٍ الجمعة ضد زيمبابوي في القاهرة , بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي لم يرتقي دوماً إلى مستوى التوقعات في البطولة، إذ بلغ النهائي مرتين فقط خلال مشاركاته ال17 السابقة، وفاز باللقب مرة واحدة حين تمتع بأفضلية اللعب بين جماهيره قبل 29 عاماً. وقبل أيام على انطلاق النهائيات القارية تعرضت الجزائر لهزة باستبعاد لاعب وسط بريست الفرنسي هاريس بلقبلة لأسباب "انضباطية", وبعدما رجحت التقارير الصحافية أن يُستدعى محمد بن خماسة لاعب فريق اتحاد العاصمة، قرر المدرب جمال بلماضي اختيار مهاجم مونبلييه الفرنسي أندي ديلور لتعويض بلقبلة ضمن تشكيلة تضم الكثير من اللاعبين المولودين في فرنسا لكنهم فضلوا الدفاع عن ألوان بلدهم الأم. ومضت تسعة أعوام على بلوغ الجزائر مراحل متقدمة في البطولة، أي الدور نصف النهائي عام 2010 م ، لكن الفريق يملك كل المؤهلات للذهاب بعيدا في نهائيات مصر 2019. وبالنسبة لمنتخب كينيا فإن المشاركة لن تكون لها أهداف واضحة بحسب لاعب وسط توتنهام الإنجليزي فيكتور وانياما سعياً منه لتخفيف الضغط عن زملائه, وكذلك مشاركات كينيا السابقة في النهائيات لا توحي بالثقة، إذ انتهى مشوارها عند الدور الأول في خمس مشاركات حتى الآن. وتضم المجموعة كذلك المنتخب السنغالي المرشح من قبل العديد من المحللين للذهاب حتى النهاية والفوز باللقب عام 2017، لكن المشوار انتهى عند الدور ربع النهائي بالخسارة أمام الكاميرون التي توجت لاحقاً باللقب بركلات الترجيح, وحالياً يبدو المنتخب السنغالي الحالي - المبني حول مانيه ونجم دفاع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي - أقوى من 2017 بعد الخبرة التي اكتسبها من المشاركة في مونديال روسيا الصيف الماضي. وسيكون مستقبل مدرب المنتخب ونجمه السابق آليو سيسيه على المحك في نهائيات مصر، لأنه عندما قرر الاتحاد المحلي للعبة تجديد عقده وضع له الفوز بكأس الأمم 2019 هدفاً أساسياً. ويحظى سيسيه بمنتخب قادر على فرض قوته على القارة الأفريقية، لكن الفوز باللقب لن يكون سهلاً على الإطلاق بوجود منتخبات مثل مصر "المضيفة"، والمغرب، والجزائر أو الكاميرون حاملة اللقب. وأخيراً توجد تنزانيا في البطولة بفضل الأهداف الثلاثة التي سجلتها في مرمى أوغندا الضامنة تأهلها إلى البطولة القارية، مستفيدة من فشل ليسوتو في الفوز على الرأس الأخضر في الجولة الأخيرة من التصفيات. ويعرف مدرب تنزانيا "النيجيري" إيمانويل أمونيكي كأس الأمم الأفريقية كونه توج باللقب مع منتخب بلاده عام 1994 م بالفوز على زامبيا في النهائيات في تونس, لذلك قد لا يخشى السنغال أو الجزائر لتقديره بأن ما يُعد منتخبات صغيرة ستأتي إلى مصر لمحاولة إثبات أحقيتها بالوجود في البطولة التي تقام للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخباً بدلاً من 16, لكن بغياب لاعبين مؤثرين من المتوقع أن يعاني المنتخب التنزاني، وسيكون إنجازاً له الوصول للدور ثمن النهائي.