دشنت أرامكو السعودية وشركة أير برودكتس، امس، أول محطة لتزويد السيارات بوقود الهيدروجين في المملكة، وذلك في مقر مركز التقنية الجديد التابع لشركة أير برودكتس في وادي الظهران للتقنية، وستزوّد المحطة التجريبية هيدروجينًا مضغوطًا عالي النقاء لإسطول مبدئي من السيارات الكهربائية من نوع تويوتا ميراي التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني. ويأتي هذا الإعلان وسط تزايد الإجماع الدولي بفوائد الهيدروجين، ووفقًا لتقرير صدر الأسبوع الماضي عن الوكالة الدولية للطاقة، فإن الهيدروجين لديه إمكانات هائلة للحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة من قطاعات الطاقة المختلفة. وبهذه المناسبة قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر: «هذا الحدث يشكل أهمية في مجال البحث والتطوير كونه افتتاح أول محطة في المملكة لتزويد السيارات بوقود الهيدروجين، وهو خطوة مهمة نحو التوسّع في استخدامات النفط والغاز كمصادر لاستخراج الهيدروجين وبالتالي استخدامه كوقود في وسائل النقل والمواصلات المستدامة ذات الأثر البيئي النظيف وغير المؤثر في مجال التغير المناخي، وهذا يمثل فرصة كبيرة لنا ولشركة أير برودكتس لنستكشف بشكل أكبر إمكانات وقود الهيدروجين وتحقيق هدفنا الساعي لتوفير مصادر طاقة عملية ومستدامة للمستقبل». من جهته قال رئيس مجلس إدارة شركة أير برودكتس وكبير إدارييها التنفيذيين، سيفي قسيمي: «لا يخفى على أحد أن عالمنا يحتاج إلى منظومة مستدامة لمجابهة التحديات البيئية وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، وأن تقنيات خلايا الوقود والهيدروجين مهيأة للمساعدة في مجابهة تلك التحديات»؛ وأضاف: «يشرفنا التعاون مع أرامكو السعودية لتأسيس وتطوير نظام مستدام للتزوّد بالهيدروجين المشتق من الهيدروكربونات للسيارات الكهربائية التي تعمل بتقنية خلايا الوقود في المملكة». وتجمع المحطة الجديدة للتزوّد بوقود الهيدروجين، التي بنتها الشركتان، بين الخبرة التصنيعية والتقنية لأرامكو السعودية، والخبرة والدراية التقنية لشركة أير برودكتس في مجال الوقود الهيدروجيني. وقد اُستخدمت تقنية التزوّد بالهيدروجين (سمارت فيول) المملوكة لشركة أير برودكتس في المحطة الجديدة لتزويد سيارات تويوتا الكهربائية من نوع ميراي التي تعمل بخلايا الوقود بالهيدروجين المضغوط، وستوفر البيانات التي سيتم جمعها خلال الفترة التجريبية من هذا المشروع معلومات مفيدة لتقييم التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية الناشئة في المملكة. وتتمتع المركبات التي تعمل بوقود الهيدروجين بخصائص مميزة كمصدر لوقود النقل، حيث إن خمسة كيلوغرامات من وقود الهيدروجين تجعل السيارة قادرة على قطع مسافة 500 كيلو متر دون انبعثات باستثناء الماء، إضافة إلى إمكانية تزوّدها بالوقود في 5 دقائق بخلاف المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والتي تحتاج إلى ساعة للتزوّد بالوقود. ويمكن للهيدروجين أن يسهم بشكل كبير في توفير مستقبل لطاقة نظيفة وآمنة وغير مكلفة.