أكد عدد من الخبراء والمختصين والكتاب في المجال السياسي والاقتصادي على أهمية حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- لصحيفة "الشرق الأوسط"، والذي كان بمثابة الرسالة المهمة التي وجهت إلى المجتمع المحلي والإقليمي والدولي وبشكل لافت، حيث تضمن العديد من الموضوعات المهمة التي وضعت أمن المملكة وسلامتها خطا أحمر أمام كل من يفكر أن يمس أمنها وسلامها ومكانتها، وبأن المملكة تطلب السلام دوما لكنها ترفض أن يتم تهديدها أو المساس بأمنها، في حين ناقش الحوار العديد من القضايا التي تتقاطع مع الوضع الدولي والموقف الذي تؤيده المملكة من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية ضد إيران بعد سلسلة الاعتداءات والتدخلات التي تقوم بها، وربط جميع تلك المواقف الصارمة للمملكة بعزمها في مواصلة مسيرتها نحو التنمية من خلال برامج تحدث ولي العهد بأنها انتقلت اليوم من مرحلة الدراسات والخطط إلى مرحلة التنفيذ مؤكدا -حفظه الله- بأن المواطن هو من قاد هذا التغيير ومن كان المحرك الحقيقي له. رسالة يرى الدكتور فهد العنزي عضو مجلس الشورى "بأن الحوار جاء شاملا فأوضح الكثير من النقاط المهمة فيما يتعلق بسياسية السلام الداخلية والخارجية للمملكة، وكذلك جوانب تمس حياة المواطن، وجوانب اقتصادية واجتماعية وتنموية، فحديث سمو الأمير تضمن محاور مهمة تحتوي على نقاط لمختلف الجوانب فيما يتعلق بالاقتصاد ففي الحوار تحدث ولي العهد عن إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي بشكل شامل بما يتوافق مع الرؤية التي تبنتها المملكة وفق سياسة المملكة الاقتصادية كذلك فيما يتعلق بالتنمية بمختلف مجالاتها، وأوضح أن المملكة لها رؤية محددة من خلال خطط تم تنفيذها والعمل عليها، كذلك فيما يتعلق بأهداف المملكة وما تم بخصوص تنفيذها وتحدث عن الجانب التنموي وأهمية المواطن باعتبار أنه هو الذي يسهم في تحقيق تنمية المملكة وتحقيق الرؤية فهو محور اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، مبينا أن الحوار جاء موضحا لموقف المملكة من القضايا السياسية القائمة والتي تهم المنطقة كالسياسة الإيرانية وتدخلاتها في المنطقة والدول العربية وموقف المملكة من أنها لا تريد حربا ولكن إيران هي من اضطرت المملكة إلى اتخاذ إجراء الدفاع عن القضايا المتقاطعة بالدول الخليجية العربية، فالمملكة وقفت مساندة لرفض القضايا الإرهابية المتعلقة بإيران في المنطقة فهذا حديث صارم يؤكد أن المملكة لا تتبنى موقف الحرب ولكن إذا ما اضطرت فإنها لن تتردد في أن تواجهه. وأوضح العنزي بأن الحوار أثار موقف المملكة القضائي وبأن المملكة لديها قضاء عادل ونزيه ينبع من رؤيتها لتحقيق العدالة لكل القضايا التي تحدث فالمملكة تعالج قضاياها دون تدخل من أحد، ودون أن يكون هناك أجندات خاصة لبعض الدول لتستغل مثل هذه القضايا مؤكدا بأنه حينما تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وولي عهده لم يتم الاكتفاء بتسيير الأمور كما في السابق إنما حدثت مراجعة كبيرة جدا فيما يتعلق برؤية واضحة للمملكة ففي السابق لم تكن مثل هذه الرؤية موجودة، فتم وضع حراك كبير جدا برسم سياسة شاملة تتعلق بمختلف المحاور صحية وتنموية واقتصادية ثم وضعت برامج لتنفيذ هذه الرؤية التي رسمت على شكل سياسة عامة تحدد اتجاهات المملكة، مثل هذه البرامج تم تنفيذها إلا أن ولي العهد أكد في حواره بأن المملكة لم تكتفِ بمرحلة التخطيط وإيجاد رؤية وإنما تم تنفيذ هذه البرامج والشباب والمواطنين هم من قادوا هذه الرؤية فالمواطن لم يتوقف عند استفادته من هذه البرامج إنما ساهم مساهمة كبيرة في وضع رؤية المملكة مع هذا الحراك ثم ساهم في تنفيذ هذه البرامج سواء فيما يتعلق بتوطين الوظائف في القطاع الخاص، أو إعطاء زمام الأمور للشباب في القطاعات والهيئات الجديدة التي أنشئت . وذكر العنزي بأن الحوار جاء في وقت يتزامن فيه مرور المنطقة بأحداث مهمة جدا فالشفافية في الطرح واختيار وسيلة إعلامية كالشرق الأوسط لإيصال رسالة من سمو ولي العهد للداخل والخارج هو توقيت مهم ومناسب جدا لاسيما مع تحقق الكثير من الإنجازات التي تحققت للمملكة، فالمكاشفة وإيجاد صورة واضحة من خلال شخصية بحجم سمو ولي العهد محمد بن سلمان وهو قائد هذه الرؤية لا شك أنه يعزز من هذه الإنجازات، ويعطي الإعلام مصدرا موثوقا، مشيرا إلى أن الرسالة التي أراد أن تصل على المستوى الدولي تتمثل في أنه أصبح من الواضح أن كل من أراد أن يمس المملكة العربية السعودية أو مصالحة فأنها سيكون لها موقف صارم وصريح فالمملكة لم تتوقف عند برامجها الداخلية فيما يتعلق بالوضع الداخلي إنما لها موقف على الصعيد العالمي والدولي، فهي مؤثرة إقليميا وحملت على عاتقها الكثير من القضايا فيما يتعلق بوحدة العرب والقضايا الاقتصادية فحينما يتحدث سمو الأمير عن هذه المواقف للإعلام فإن هذا سيعبر عن موقف المملكة الرسمي وسيوصل رسالة واضحة بسياستها الدولية للعالم وبرؤيتها الاقتصادية. الحرب يرى الدكتور صدقة فاضل عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية "بأن ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان تحدث في الحوار عن موقف المملكة وبأنها لا تريد أن تكون هناك حرب في الخليج لأن الحرب مؤثرة لجميع الأطراف، فكل من يدخل الحرب خاسر حتى إن انتصر أحد الأطراف لاسيما في منطقة الخليج التي تحتوي على أكبر احتياط نفطي في العالم والمنشآت البترولية فحصول مثل هذه الحرب يعني تدمير جزء كبير من المنطقة فالحرب غير مرغوب بها، إلا أن المملكة لن تقبل بأي تهديد أو اعتداء من أي دولة مشيرا إلى أن إيران بدأت تتخذ خطوات توسعية ضد الدول المجاورة وهي خطوات عدوانية وهذه السياسات سياسات تعتدي على حقوق المجاوَرة في الدول المجاورة وكان من الطبيعي أن تتدخل المملكة للوقف من هذا التدخل، وغالبية دول العالم ترفض هذا التدخل وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية، لأنها ترفض كل ما من شأنه أن يهدد الأمن والسلام في الدول على المستويين الإقليمي والدولي، لأن هذا التدخل يؤدي إلى قيام حروب لا نهاية لها ولذلك نجد بأن المجتمع الدولي وبعد إدراك لخطورة هذه السياسية بدأ يتخذ إجراءات حازمة من أجل الضغط على إيران حتى تتراجع عن مثل هذه السياسية فليس هناك نية لشن الحروب ولكن المسألة تتمثل في ممارسة ضغط مكثف على النظام الإيراني كي يتراجع عن سياسته ويعيد التفاوض فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ولكن في ظل هذا الوضع الحساس تتصارع احتمالات نشوء الحرب لأنه قد يحدث خطأ يستدعي إشعال فتيل الحرب وحتى إن كانت الأطراف المعنية غير راغبة في الحرب. وجه المملكة وأكد الدكتور طلال ضاحي رئيس الجمعية السعودية للعلوم والسياسة وأستاذ العلوم السياسية المشارك بكلية العلوم والقانون السياسية بجامعة الملك سعود بأن ولي العهد صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان تحدث عن أن المملكة انتقلت من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ وهي الرؤية التي أطلقها سمو ولي العهد والتي تتبنى خطة استراتيجية بعيدة المدى تعتمد على فكرة انتقال المملكة من فكرة المملكة الرعوية إلى دولة حديثة بجميع مقوماتها، فلا يوجد شك أن الشعب السعودي وهو يؤيد هذه الرؤية يسهم بشكل كبير في نجاحها وهذا ما أدى إلى انتقال الرؤية من مجرد خطط إلى مرحلة التنفيذ وهذا ما يطمح له الشعب السعودي، فوجدنا الكثير من المشروعات التي تعتمد على الرؤية بدأ يشعر بها المواطن ويعيشها فمثل هذا الشعور هو من دفع المواطن للتفاعل مع هذه الخطة لذلك فمن المتوقع أن لا يأتي 2030 إلا وقد تغير وجه المملكة بشكل كامل . وأشار ضاحي إلى أن الإرهاب داء يهدد الاستقرار العالمي بشكل عام والمملكة أول من اكتوت بنار الإرهاب وبالتالي المملكة قدمت خطوات عملية لمكافحة الإرهاب فمركز الملك سلمان لمكافحة الإرهاب أحد الشواهد على ذلك فرؤية المملكة لكي تنجح في مكافحة الإرهاب لابد أن يشارك العالم بشكل كبير في دعم مكافحة الإرهاب وهذا ما أكد عليه ولي العهد فالإرهاب ظاهرة واضحة بشكل كبير ولا مجال للتستر على الدول المارقة في دعم الإرهاب. الدعم للأمن يرى الدكتور محمد بن مسعود القحطاني الكاتب والمحلل السياسي بأن هذا الحوار حوار شامل وعميق صادر من قيادة السعودية توضح للعالم موقف المملكة العربية السعودية من الأحداث الجارية في المنطقة فالمملكة دولة سلام وأمان واستقرار ولا تسعى إلى الحروب والدمار لكنها تسعى إلى السلام الذي يهم الجميع، وفي نفس الوقت لا تتهاون في حماية أراضيها وممتلكاتها وحدوها فلديها القدرة العسكرية الكاملة لحماية نفسها ولكنها لا تهدد ولا تحاول أن تضع زعزعة في المنطقة فهذا الحوار يوضح الخطوط العريضة للأمن والأمان والاستقرار وهي المصادر الحقيقة للمعيشة في العالم ولكن إذا تعدى البعض الحدود وأصبح استقرارها مهددا فلن تقف مكتوفة اليدين لكنها ستحمي أراضيها وممتلكاتها، مبينا بأن هناك نقاطا كثيرة أكد عليها ولي العهد في هذا الحوار والتي تضمنت مد المملكة لجيرانها وأصدقائها بكل سبل الدعم مع الاحتفاظ بكل ما يمكن أن يحفظ لها أمنها. وأوضح القحطاني بأن الرسالة التي تضمنها الحوار فيما يتعلق بتدخلات إيران خطاب مهم فالإرهاب الجميع يتحمل مسؤوليته لاسيما أن إيران بلد الخبث والإرهاب وهي للأسف ما زالت مستمرة في خبثها وإرهابها وفي زرع الفوضى في دول المنطقة ومحاربة الإرهاب ليست مسؤولية المملكة فقط إنما مسؤولية جميع دول العالم لأن الإرهاب يهدد دول العالم بأكمله ومصالحه بما يحتاجه من مصادر النفط والطاقة والمصالح الاقتصادية، فهناك رسالة واضحة لأن يتحمل الجميع مسؤوليته في ردع دولة الإرهاب وهي إيران التي تزرع الزعزعة والدمار في العالم موضحا بأن العالم يعرف أن دولة إيران دولة تزرع الفتن وتدعم نشر الإرهاب في كل مكان فالعالم عليه مسؤولية ردع هذا الاعتداء فالأمر واضح للجميع وما تقوم به إيران من تجنيد وخطط ضد الدول لدعم الإرهاب. وأشار القحطاني بأن الرسالة التي أراد ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان أن ينقلها للعالم تتضمن موقف المملكة العربية السعودية السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني للعالم فهي رسالة واضحة للجميع، مع حث العالم بأن يكون هناك أمان وسلام في الدول فالمملكة لا تسعى إلى الحرب ولا التدخل في شؤون الآخرين ولكنها تسعى إلى الأمان والاستقرار ومسؤولية هذا الأمن ملقاة على كاهل الجميع.