وصف خبراء نفط، حادثة استهداف ناقلتي نفط في مياه بحر عُمان بالخطيرة على سلامة الملاحة العالمية، لأن تأثيراتها لا تقتصر على الدول الخليجية، وإنما تشمل جميع الدول العالمية التي تعتمد على النفط الخليجي. وقالوا ل»الرياض»: إن 40٪ من الصادرات النفطية العالمية تمر عبر مضيق هرمز، مشيرين إلى أن استهداف الناقلتين تكريسا للأعمال الإرهابية المستدامة التي باتت تهدد امن المنطقة والإقتصاد العالمي، وبالتالي اقتصادات الدول الصناعية التي تعتمدعلى نفط الخليج بشكل رئيس. وأكدوا أن استهداف السفينتين يهدد بشكل واضح النظام التجاري العالمي، وتدفقات البضائع وسيتسبب في قطع خطوط الملاحة الدولية أو رفع المخاطر فيها. وكشف الخبير النفطي د. محمد الصبان، ان استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان لقي استنكار دولي، وهذا ليس الاول من نوعه في منطقة الخليج، مشيرا الى ان المؤشرات تشير الى ان ايران وراء الحادثة، خصوصا انها هددت في مناسبات عديدة بمنع تصدير النفط من مضيق هرمز، او منطقة الخليج في حال عجزها عن تصدير نفطها، واصفا الحادثة بالخطيرة على سلامة الملاحة العالمية، فالتأثيرات لا تقتصر على الدول الخليجية، وإنما تشمل جميع الدول العالمية التي تعتمد على النفط الخليجي. وذكر الصبان، ان 40٪ من الصادرات النفطية العالمية تمر عبر مضيق هرمز، وان منع هذه الكمية من الوصول للاسواق العالمية يمهد لارتفاع الاسعار لمستويات عالية، مؤكدا، ان أسعار النفط ارتفعت باكثر من 3٪ بمجرد انتشار خبر استهداف الناقلات قبالة بحر عمان، بالاضافة لذلك فان شركات التأمين بدأت بإعادة النظر في رفع تكاليف الشحن نتيجة لارتفاع مستوى المخاطر جراء الكوارث المتكررة، مضيفا، ان بعض شركات النقل بدأت في الامتناع من دخول منطقة الخليج بغرض شحن كميات من النفط و الغاز. وأشار إلى وجود تأثيرات كثيرة بحيث لا تقتصر على الدول المطلة على الخليج، وانما على الاقتصاد العالمي، مطالبا المجتمع الدولي للتحرك لتسهيل مرور ناقلات النفط للاسواق العالمية. ولفت الصبان، ان أسعار النفط مرهونة بردة الفعل على حادثة استهداف ناقلتي النفط، فالجميع لاحظ طريقة التعامل مع ضرب السفن في ميناء الفجيرة الإماراتي، حيث اتسمت بالهدوء، وبالتالي فان التعامل الهادئ يسهم في استقرار النفط، محذرا من السكوت على الحادثة، فالسكوت يشجع على تكرار مثل هذه الحوادث التي تستهدف الطاقة العالمية، مبينا في الوقت نفسه، أن إيران تتعامل بخبث مع كل الظروف والعوامل المحيطة بها، لافتا إلى أن أصابع الاتهام موجهة لطهران في استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان، ومشددا على ضرورة تعامل المجتمع الدولي مع إيران بحزم، متوقعا، ارتفاع أسعار النفط في حال اتخاذ اجراءات صارمة ضد ايران في المرحلة الاولى، بينما ستبدأ الأسعار في التراجع مع الاطمئنان باستمرار إمدادات النفط للاسواق العالمية. وأكد استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د.خالد بن علي، أن الاعتداءات التخريبية التي تستهدف ناقلات النفط و يشتبه بتعطيلها إمدادات الطاقة تؤثر على أسعار البترول بالسوق العالمية، وهذا لن تتحمله الدول المستهلكة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أرسلت مؤخرا حاملة طائرات لمياه الخليج ونشرت صواريخ «باتريوت»، مما يؤشر لوجود معلومات سابقة بوجود تحركات مشبوهة تستهدف إمدادات النفط في الخليج. وأوضح ان دول الخليج والمجتمع الدولي حريصون على سلامة إمدادات الطاقة للاسواق العالمية، مضيفا، ان الولاياتالمتحدة والدول الكبرى لن تسمح بتعطيل إمدادات النفط عبر مياه الخليج. فيما قال عضو الجمعية السعودية للإدارة، فضل البوعينين: إن حادثة استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان لا يمكن فصله عن الحرس الثوري الايراني الذي هدد في اكثر من مناسبة باستهداف ناقلات النفط وتعطيل الحركة في مضيق هرمز. وأضاف، أن النظام الايراني دأب على تقويض امن واستقرار المنطقة؛ وما حادثة استهداف الناقلتين الا تكريسا لأعماله الارهابية المستدامة التي باتت تهدد امن المنطقة والاقتصاد العالمي وبالتالي اقتصادات الدول الصناعية التي تعتمدعلى نفط الخليج بشكل رئيس. وذكر أن استهداف الناقلتين تسبب في صعود اسعار النفط بنسبة من 3- 4.5%، متوقعا، ان يتصاعد بشكل اكبر مع اي ردة فعل على التصرفات الإيرانية، لافتا الى وجود انعكاسات اقتصادية مؤثرة لاستهداف الناقلتين؛ ومنها تسببها في ارتفاع اسعار النفط وهذا سيؤثر في تكاليف الدول المستوردة واذا ما استمر الارتفاع بتبعات الحادث وردود الأفعال فسيؤثر بشكل اكبر في الاقتصاددالعالمي الذي يعاني من بطء في النمو. ورأى ان الحادث الإرهابي سيتسبب في رفع تكاليف النقل جراء المخاطر وكذلك التامين على الناقلات وهذا يزيد من التكاليف النهائية، مشيرا الى وجود تخوف في أسواق النفط من تاثر الإمدادات ما يعني شحا في المعروض وهذا سيتسبب في مشكلات لأسواق النفط والدول الصناعية المستوردة للنفط. وأوضح، أن استهداف السفينتين يهدد بشكل واضح النظام التجاري العالمي وتدفقات البضائع وسيتسبب في قطع خطوط الملاحة الدولية او رفع المخاطر فيها، مؤكدا، أن ما يحدثه النظام الايراني من هجمات ارهابية هي موجه ضد العالم اجمع ويهدد امن واستقرار المنطقة والاقتصاد العالمي. وأشار إلى الانعكاسات المدمرة لحادثتي الاستهداف الإرهابي تتمثل في تلوث البيئة البحرية بتسويات النفط والبتروكيماويات؛ وهذا أمر خطير لا يمكن معالجته بسهولة.