من أهم الكتب الملهمة التي يتجلى فيها الكاتب بشخصيته وآرائه وأفكاره بعد كتب السير هي كتب الحوارات, فيها يتحدث الكاتب عن حياته ويعرض آراءه ويناقش أفكاره, ومنها يستلهم القارئ العديد والمزيد من الأفكار. من هذه الكتب كتاب (دردشة معلنة) من إعداد وترجمة المترجمة السورية أمل فارس, ومن إصدارات دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2018م؛ والذي احتوى على عشرة حوارات معظمها تلفزيونية مع عشرة من أهم الكتاب العالميين. ابتداء بالروائي البرتغالي خوسيه ساراماغو, الذي تحدث في حواره عن الفقر والثراء والمال من منطلقاته الاشتراكية المعروفة, وقال:"أن تكون فقيرا لا يعني أن تكون إنسانا جيدا, ولا أقول إن الأغنياء جميعهم سيئون, لكنهم يعانون من مرض يدعى المال. لأن المال هو مرض ويمكن أن يكون خطيرا في بعض الأحيان, وبهذا يساهم في تخريب المفاهيم الأخلاقية في الوجود"، ومنه إلى الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس, والذي عرض الكتاب مقابلة أجريت معه على قناة إسبانية عام 1976م. ثم الكاتب الأوروغوياني الراحل إدواردو غاليانو, الذي عرض الكتاب مقابلة تلفزيونية على قناة "سانغري لاتينا" أجريت معه عام 2011م, تحدث فيها عن مونتيفديو وأميركا اللاتينية وعن وظيفة الأدب والفن وغيرها. ثم حوار مع الروائي البرازيلي باولو كويلو, والذي أجري معه عام 2013م, وتحدث فيه عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وعن الكتاب الالكتروني وغيرها. ثم مقابلة مع الكاتب الأرجنتيني الراحل خوليو كورتاثار مع القناة الإسبانية أجريت عام 1977م, تحدث فيها عن نشأته وحياته وعن الواقعية والخيال وغيرها. ثم مقابلة تلفزيونية أجريت مع الروائي الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز على قناة كولومبية عام 1976م, عرض فيها شيئا من سيرته وتجربته والكثير من المواقف الطريفة بحس ساخر كوميدي. ثم مقابلة أجريت مع الروائية التشيلية إيزابيل الليندي عام 2015م, تحدثت فيها عن العملية الإبداعية وعن حياتها والمراحل التي مرت بها وغير ذلك. ثم مقابلة مع الموسيقي الأرجنتيني أستور بيازولا أجريت معه عام 1984م, تحدث فيها عن الأرجنتين والموسيقى الأرجنتينية وغيرها. ثم مقابلة مع الشاعر التشيلي الراحل بابلو نيرودا أجريت معه عام 1971م على إثر فوزه بجائزة نوبل للأدب, ومن الطريف أن من أجراها معه هو صديقه الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز؛ وآخر هذه المقابلات هي مقابلة على قناة إسبانية مع الكاتب المكسيكي الراحل خوان رولفو, أجريت معه عام 1977م. وقد تنوعت هذه الحوارات في مواضيعها وضيوفها مما أعطى الكتاب تميزاً ورصانة.