قالت الأممالمتحدة الاثنين إن ما يصل إلى مليوني لاجئ ربما يفرون إلى تركيا إذا استعر القتال في شمال غرب سورية في الوقت الذي انخفضت فيه أموال المساعدات على نحو خطير. ويواصل الجيش السوري المدعوم من روسيا شن هجوم جوي وبري على آخر معاقل المعارضة وهو ما أجبر عشرات الآلاف بالفعل على الفرار من منازلهم. وقال منسق الأممالمتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس: «نخشى إذا استمر ذلك وارتفع عدد النازحين واحتدم الصراع أن نرى مئات الآلاف. مليون شخص أو مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا». وفيما يتعلق بالمساعدات، قال مومسيس: «الأممالمتحدة طلبت 3.3 مليار دولار لتمويل المساعدات في سورية هذا العام ورغم التعهدات السخية فإنها لم تتلق سوى 500 مليون دولار فقط حتى الآن مما يقوض جهود الإغاثة». من ناحية أخرى، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في سورية الإثنين تسليم 12 طفلاً يتيماً من عائلات أفراد في تنظيم داعش الإرهابي إلى فرنسا واثنين آخرين إلى هولندا. ويشكل آلاف المواطنين الأجانب عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سورية، وأحد أبرز التحديات التي تواجهها. وحصلت سلسلة عمليات تسليم من هذا النوع إلى عدد من الدول، لكنها تبقى محدودة مقارنة بالأعداد الضخمة لأفراد عائلات الإرهابيين الذين يقطنون في مخيمات مكتظة في شمال وشمال شرق سورية. وبرغم ذلك، تُعد تلك العمليات خطوة إيجابية مع إصرار الأكراد على مطالبة الدول المعنية باستعادة مواطنيها وسط تلكؤ من جانب تلك الدول، لا سيما الأوروبية منها. ومن المتوقع أن تجري عمليات تسليم أخرى لأطفال فرنسيين قريباً. وترفض فرنسا ودول أخرى استعادة مواطنيها من عناصر تنظيم داعش المعتقلين لدى الأكراد، وأفراد عائلاتهم الموجودين في المخيمات. إلا أنها كانت أعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الإرهابيين الفرنسيين. واستعادت في مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى. وفي نهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن نحو 450 فرنسياً محتجزون لدى الأكراد أو يقبعون في مخيمات النزوح في مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية عمادها وحدات حماية الشعب الكردية. كما تسلمت النروج بداية الشهر الحالي خمسة أطفال من يتامى عائلات عناصر كانوا في عداد تنظيم داعش. كما أعلنت الإدارة الذاتية الأربعاء تسليم امرأتين أميركيتين وستة أطفال إلى الولاياتالمتحدة. وإلى جانب مساعيها لإعادة الأجانب، بدأت الإدارة الذاتية بإعادة النازحين السوريين من قاطني مخيم الهول، إلى المناطق التي يتحدرون منها. وخرج في الثالث من الشهر الحالي 800 امرأة وطفل من مخيم الهول إلى منطقتي الرقة والطبقة بضمانة من وجهاء العشائر في هذه المناطق، وذلك في إطار مساعي الإدارة الذاتية لإخراج جميع السوريين من المخيم، وبينهم مناصرون لتنظيم داعش وآخرون نازحون ممن تركوا منازلهم هرباً من المعارك. ويعاني المخيم من نقص كبير في الخدمات ويعيش قاطنوه في أوضاع مأساوية. وتناشد الإدارة الذاتية الكردية المجتمع الدولي والأممالمتحدة تقديم المزيد من الدعم للمخيم. وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الإرهابيين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون المقاتلين الأكراد. ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات أرضية لانتعاش التنظيم المتطرف الذي أعلنت قوات سورية الديموقراطية القضاء عليه في مارس الماضي إثر سيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد. لكن لا تزال خلاياه النائمة تشكل تهديداً للمنطقة. ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الإرهابيين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة الإرهابيين في شمال شرق سورية.