بدأ عصيان مدني شامل أمس دعت له المعارضة السودانية، وأكدت أنه مستمر "حتى إسقاط المجلس العسكري"، وشدد تجمع المهنيين السودانيين المعارض، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن "العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام هي وسائلنا السلمية لانتزاع حقنا في الحياة. وأشار التجمع، وهو أحد القوى الرئيسية المشكلة لقوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة، إلى أن "الإضراب السياسي العام هو الأسرع والأنجع لإسقاط المجلس العسكري الانقلابي وإنهاء احتلال الميليشيات لشوارع مدن وقرى السودان ونقل مقاليد الحكم لسلطة انتقالية مدنية، وفقاً لإعلان الحرية والتغيير"، ولفت إلى أن العصيان هو "موقف أخلاقي وفاء لدماء الشهداء وحلمهم بوطن الحرية والسلام والعدالة".روكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان أعلن السبت انفتاحه على التفاوض وحرصه على التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في البلاد. ورغم إعلانه الانفتاح على التفاوض، شنت سلطات الأمن السودانية حملة اعتقالات واسعة وسط القوى السياسية المعارضة وقادة العصيان المدني. وحذر حزب الأمة القومي من أن "استمرار احتجاز السياسيين لن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من الانسداد، وعليه يجب إطلاق سراح كل المحتجزين والأسرى والمحكومين فورا بلا استثناء"، وتأتي التطورات بعدما أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الجمعة محادثات مع قادة المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" في محاولة لإحياء المحادثات بين الطرفين. يشار إلى أن قوى إعلان الحرية والتغيير قد أوقفت المحادثات مع المجلس العسكري، الذي تولى قيادة البلاد بعد الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، عقب فض اعتصام للمعارضة أمام القيادة العامة للجيش بالقوة، وهو ما أودى بحياة 113 شخصا بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة. من جانبها أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع الأحد في الخرطوم على متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرق، في اليوم الأول من حملة وطنية "لعصيان مدني" دعا إليه قادة الاحتجاجات على المجلس العسكري الحاكم، وفي منطقة بحري بشمال العاصمة السودانية، قال شاهد عيان أن "المتظاهرين يحاولون وضع حواجز لإغلاق الطرقات باستخدام إطارات السيارات والحجارة وجذوع الاشجار لكن شرطة مكافحة الشغب تمنعهم باطلاق الغاز المسيل للدموع"، وأضاف أن "الطرق الداخلية مغلقة تماما ويحاول المحتجون اقناع بعض السكان بالامتناع عن الذهاب الى العمل"، وتراجعت حركة وسائل النقل العام التي تعمل بين وسط الخرطوم وأطرافها في حين تتحرك اعداد قليلة من المركبات الخاصة، والمحلات التجارية مغلقة في المنطقة التجارية بوسط الخرطوم أو السوق العربي، وخارج صالة المغادرة في مطار الخرطوم ينتظر عدد من المسافرين.