يفترض البعض أن "الفومو" أو الخوف من فوات أمر أو حدث ما، هو شعور يختص به الأطفال والمراهقون، كعدم تلقي المرء دعوة لحفلة عيد ميلاد، أو عدم السماح له بالمشاركة في رحلة عطلة الربيع، أو أن تفوته سهرة كبيرة مع أصدقائه، لكن "الفومو" يطال كل الأعمار. في الواقع، هناك تفسير علمي ل"الفومو"، وهو أن استمرارنا كجنس بشري اعتمد على مشاركتنا في أنشطة جماعية، فمن أجل البقاء، يتعين علينا التشارك في المصادر والعمل كفريق. وتقول الطبيبة النفسية ومدربة مهارات الحياة تيس بريجهام، إنه في الماضي كنا نعيش في إطار قبائل وكنا بحاجة إلى القبيلة للحماية والرعاية وصيد الغذاء لنا، بينما كنا نجلس حول النار، موضحة أنه إذا لم تقبلنا القبيلة حينها أو إذا ما كنا اقترفنا خطأ استدعى الطرد من الجماعة، كان ذلك بمثابة الموت. واكتشف الباحثون في دراسة نُشرت العام 2018 في دورية "موتيفيشن آند إيموشن" (التحفيز والمشاعر)، أن الجميع يشعر بالفومو، بصرف النظر عن شخصياتهم، وبينما اعتمد الفومو في الأصل على البقاء، فقد ارتبط في الحاضر بمشاكل النوم والإرهاق والتوتر. وتقول مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة شركة "سيلك أند سوندر" المتخصصة في المذكرات الداعمة للنساء ميها أجراوال، إنه عندما نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، نرى أفضل صورة عن حياة الناس، فنعتقد أنه يجب علينا القيام بشيء للشعور بمزيد من الرضا والاكتفاء بدلا من التركيز على الأنشطة التي تسعدنا في الواقع، وسواء كانت تجارب جديدة نطلع عليها عبر تصفح آخر مستجدات صفحاتنا الإلكترونية، أو عبر سماع رحلة أسطورية لأحد الأصدقاء إلى مدينة غير معروفة، نحن نشعر أننا لا نعيش حياتنا بالكامل كما يجب. ويقول الطبيب النفسي المتخصص في أثر التكنولوجيا على حياتنا ومؤلف كتاب "ديفايسد: بالانسينج لايف آند تكنولوجي ان ذا ديجيتال إيرا" دورين دودجين، إنه بما أن البشر لديهم محرك فطري نحو التواصل، نظرا لأن عقولنا تصل بين الاتصالات والعلاقات والنتيجة العاطفية، فإنه من السهل أن يشعر المرء باضطراب تفاعلي حينما يرى مجموعة من المعارف يتصلون بعلاقات بدونه. مع هذا يمكن للمرء أن يتخلص من مشاعر "الفومو"، وقد يساعدك تقليص الوقت الذي تقضيه أمام وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، كما يمكنك أن تتخذ قرارا بتغيير نمط تفكيرك. وتقول المدربة المعنية بمكافحة القلق النفسي فيكي لويزي: "بإمكان المرء دوما اختيار أفكاره، ومن ثم فإن منطق تفويت الأشياء يختلف من شخص لآخر، بإمكانك دائما أن تقرر ما إذا فاتك حدث ما أم لا".