يعود العيد فيأتي محملاً بالبِشر والفرح، وتغدو الحياة أكثر جمالاً وبهاءً؛ ذلكم أن مناسبته لا تتكرر وإطلالته تأتي بعد موسم حافل بالعبادة ومشبع بالطاعة، علاوة على أنه واحد من عيدين ارتضاهما الله لخلقه وشرعهما توافقاً مع فطرة الإنسان السوية. من يمعن النظر في تلك الجموع وقد اكتست باللون الأبيض، حتماً سيأخذه ذلك المنظر إلى حيث المشهد الأخروي، فيتأمل ويتدبر ويعد العدة للوقوف بين يدي الله. أما وقد جاء العيد، فمن الأهمية بمكان التعاطي مع هذه المناسبة كشعيرة يعظمها الله، فلا ركون إلى الراحة والدّعة، بل بإفشاء السلام وإشاعة الفرح وزيارة ذوي القربى وتوقير الكبير والعطف على الصغير والتبسم والتهنئة بقلوب صادقة ملؤها البياض. هذا هو العيد ووقْع وتفاصيل يومه الذي وإن أشبع حديثاً ورتبت له المفردات وأفرد بأجمل الكلم وصيغت الجمل ونسجت له العبارات تباعاً، ووزنت الأبيات في وصفه شعراً، فلن تبلغ معشار ما أودعه الله واختزل فيه وأعده لعباده من بشائر وهبات!