في الذكرى الثانية لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولياً للعهد، قدم الأستاذ المشارك بكلية الأعمال والمشرف العام على الإدارة العامة للموارد الذاتية الدكتور حسين محمد آل عبيد قراءة للواقع التنموي والاقتصادي في المملكة حيث يقول: تحل هذه الأيام ذكرى مبايعة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ومن خلال استعراض المنجزات الاقتصادية التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة سمو ولي عهده، نجد أن الاقتصاد السعودي قد دخل مرحلة جديدة بكل المقاييس، فمنذ تعيين سمو ولي العهد رئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وكذلك رئاسته - حفظه الله - للمجلس الأعلى لشركة أرامكو السعودية، ومع انطلاق رؤية المملكة 2030، حرص سموه على رسم المعالم الرئيسة لمستقبل الاقتصاد السعودي، وذلك من خلال عدة مرتكزات. واستعرض آل عبيد هذه المرتكزات مشيراً إلى أن الأول يتمثل في الارتقاء بالاقتصاد السعودي لمستوى العالمية، وذلك من خلال الاستضافات الدورية والشراكات العالمية التي يرعاها صندوق الاستثمارات العامة، الذي يرأسه سمو ولي العهد تحت مسمى مبادرة المستقبل، والتي أُطلق عليها مؤخراً (دافوس الصحراء)؛ فقد نجحت المبادرة الأولى العام 2017م في استضافة 2000 اقتصادي ورجل أعمال، وفي نسختها الثانية تم استضافة 4000 رجل أعمال واقتصادي يمثلون 140 مؤسسة عالمية، وتهدف هذه المبادرات التي يقودها سموه لربط الاقتصاد السعودي بالاقتصادات النشطة في مجالات الاقتصاد الرقمي والإنتاجي، ورفع مستوى المحتوى المحلي، كما تخطط المملكة إلى استضافة مجموعة دول العشرين للعام القادم 2020. فيما يتجسد المرتكز الثاني في استثمار الموقع الجغرافي للمملكة، واستحداث مراكز صناعية وتجارية وتقنية وفي مقدمتها مشروع نيوم، والذي تبلغ قيمة استثماراته 500 مليار ريال؛ حيث جعل منه سمو ولي العهد حلم المستقبل للمملكة، كما أدرك سموه وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين أهمية استحداث مشروعات استراتيجية للطاقة، تكون داعمة للبيئة؛ حيث ظهرت مبادرة إنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، بالإضافة إلى دراسة التحول في ملكية شركة أرامكو السعودية بطرح بعض أسهمها في السوق العالمية لزيادة إيرادات صندوق الاستثمارات العامة. والمرتكز الثالث يتمثل في سياسة ترشيد الإنفاق العام، والتي أسهمت في خفض التكاليف التشغيلية للأجهزة الحكومية بشكل كبير جدًّا، تلا ذلك إعادة ما يقارب 400 مليار ريال إلى خزينة الدولة. وأضاف: هذه المرتكزات الثلاثة حددت معالم مستقبل الاقتصاد السعودي، والذي تولى سموه ملفه باحترافية حتى أصبحت المملكة من أبرز مراكز الجذب الاقتصادي على مستوى العالم؛ فقد تحقق للاقتصاد السعودي جملة من المؤشرات الاقتصادية المتقدمة، كان من أبرزها ما حققته مؤسسة النقد العربي السعودي فيما يتعلق بمؤشر مجموع الثروة السيادية للعام 2019م؛ حيث حققت المملكة في هذا الجانب المرتبة السادسة عالمياً، كما تم تصنيف الاقتصاد السعودي الائتماني للعام 2019 A1 واحتل الاقتصاد السعودي المرتبة الثانية عالميًّا في الإصلاحات الاقتصادية، والمرتبة التاسعة من حيث قوة نفوذ ريادة الأعمال، كما احتل صندوق الاستثمارات العامة المرتبة العاشرة من حيث القيمة لموجوداته والتي بلغت 360 مليار دولار. وختم آل عبيد بقوله: كل هذه المؤشرات المتقدمة للاقتصاد السعودي نتيجة التخطيط والتحول إلى قاعدة الاقتصاد المتنوع والذي تبنته رؤية المملكة 2030 وبمتابعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله. وحول السياق الثقافي للمرحلة يقول الدكتور أحمد بن علي آل مريع عميد كلية المجتمع بجامعة الملك خالد: اليوم تمر ذكرى البيعة الثانية على ولاية العهد لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - وفقه الله - لتوقفنا على منجزات عديدة قادها هذا الأمير الشاب بحكمة وحماسة وطموح دفعت بالمملكة إلى مراكز تنموية متقدمة على مستوى العالم، وتحققت على يديه بفضل الله وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كثير من الإصلاحات التي انعكست على الوطن في صور إيجابية عديدة تمثلت في تعزيز الاعتدال والوسطية الفكرية، ومحاربة الفساد والمفسدين، وقطع دابر التنظيمات المتطرفة، والتصدي بقوة للأنشطة الإرهابية، ومنح المرأة السعودية مزيداً من الفرص لخدمة وطنها في مواقع المسؤولية المختلفة، والتأكيد على الواجهة الثقافية للمملكة العربية السعودية، من خلال إنشاء وزارة الثقافة التي دشنت استراتيجيتها الثقافية الطموحة، التي توائم بين الهوية السعودية وصناعة المستقبل الواعد، وبين المنجزات الحديثة والإبداع الخلاق، وإبراز كنوز المملكة الثقافية للعالم، وبين خدمة الثقافات المحلية واستثمار تنوعها، والنظر للعالم الخارجي بثقة وانفتاح، ومد جسور التعاون مع الثقافات في العالم، والتواصل والإخاء مع الشعوب الأخرى، وإعلاء قيم التسامح والتعاون المثمر بين الإنسان وأخيه الإنسان. د. أحمد آل مريع