تزخر مملكتنا الحبيبة بالكثير من المواضع التاريخية، بيشة أُنموذجاً سطَّرها البلدانيون في مؤلفاتهم، ولهجت بها ألسنة شُعراء العرب في مُعلقاتهم. وكما نعلم أن «المُعلَّقات»: هي القصائد الجاهلية التي عُلقت على ستار الكعبة وهي أعظم ما يتفاخر به العرب لما تحمله من بلاغة وبيان، وتُعرف أيضاً بالمُذهبات لأن العرب كتبتها بماء الذهب»، جاءت بيشة في معلقة أبي عُقيل الشاعر لَبِيد بن ربيعة العامري صاحب المعلقة الرابعة والتي يقول في مطلعها: عفَتِ الدّيارُ مَحَلُّها فَمقُامُها بِمنِىً تأَبَّد غَوْلُها فَرِجامهُا فمُدافعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلَامُها إلى أن قال يصف الظعن وتمايل الهودج على ظهور الإبل ماراً ببطن وادي بِيْشَة العملاق وتشبيهه بالأثل الطوال والصخور الضخمة: حُفِزَتْ وزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا أَجْزَاعُ بِيْشَة أَثْلُهَا ورُضَامُهَا * كاتب وباحث تاريخي