بعد صيام شهر كامل، وتغيير كامل في نمط التغذية وأوقات تناول الطعام، يحتاج الجسم إلى تدرج في التغيير للنمط العام، التغيير المفاجئ في أوقات تناول الطعام وأوقات النوم وتغيير نوعية الطعام يحدث صدمة مفاجئة للجسم، وقد يسبب مشكلات صحية أقلها التلبك المعوي (التخمة) والإسهال، وهذا التأثر يحدث للناس بتفاوت حسب حساسيتهم للتغيير ووضعهم الصحي وعمرهم، فالأطفال وكبار السن يتأثرون بسرعة، وأيضاً أولئك الذين يعانون من مشكلات الجهاز الهضمي وأهمها التهاب المعدة وقرحة المعدة والاثني عشر والقولون العصبي ومشكلات الامتصاص، فهؤلاء نحذرهم من التغيير المفاجئ في نمط التغذية، وهناك فئة أخرى يجب عليهم حتماً الانضباط بالتوصيات الصحية والتدرج البطيء في التغيير وهم المصابون بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب، فهؤلاء نحذرهم تحذيراً شديداً من التغيير المفاجئ ونؤكد عليهم زيارة الطبيب للتأكد من جرعة الدواء وأوقات تناولها. إن تغيير نمط التغذية لا يتوقف على زيادة الوزن أو انخفاضه وهو الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين ولكنه مرتبط بتغييرات حيوية أو بيولوجية وفسيولوجية وكيموحيوية وتغيرات هرمونية وإنزيمية، والتغيير المفاجئ في نمط الحياة يسبب اختلالات لكل أعضاء الجسم ووظائفها. وأخطر فترة قد تسبب مشكلات صحية هي أيام العيد لأنها الفترة التالية مباشرة لرمضان وفيها يحدث التغيير، وأيضاً تكثر فيها الأغذية السكرية والدهنية، فتجتمع عوامل سلبية في وقت وجيز مما يسبب الكثير من المشكلات الصحية التي نراها في المستشفيات في تلك الفترة بالذات لدى الأطفال. من أسوأ الأمور المؤثرة على الصحة في فترة ما بعد رمضان هو إدخال الطعام على الطعام، فلا بد أن تكون الفترة بين وجبة وأخرى ساعتين إلى ثلاث ساعات، لكي يستطيع الجهاز الهضمي هضم الطعام السابق بشكل كاف، ويكفي تناول أي طعام ولو مكسرات مثل الفصفص بعد وجبة رئيسة لإحداث تلك التأثيرات السلبية. الالتزامات الاجتماعية تزيد الأمر سوءاً، ولهذا ننصح المضيفين بأن لا يلزموا الضيوف بتناول غذاء معين كما يجب على الضيف أن يوضح للمضيف أن تناول الأغذية باستمرار يؤثر على صحته. تشكل السكريات النسبة العظمى من وجبات العيد وما بعده وهذه السكريات تتخمر في الأمعاء وتسبب الغازات والتلبك المعوي، ولنتذكر أن المشكلة ليست في نوعية الطعام فقط ولكن تغيير أوقات إفراز الإنزيمات يجعل الأمر أكثر سوءاً. * ما الطريقة السليمة لتعديل نمط الحياة؟ * لا يوجد جواب محدد يصلح لكل الناس، ولكن هناك أمور أساسية إذا عملت فإن نمط الحياة سيواصل تحسنه فيما يتعلق بالتغذية والنوم واللياقة وكافة شؤون الحياة بما فيها الحالة النفسية. وأفضل الطرق للحصول على صحة أفضل أختصرها فيما يلي: 1 - تقليل الطعام: ضع لنفسك نظاماً محدداً في كميات الطعام التي تتناولها، فكلما كانت الوجبات صغيرة ومنوعة كلما كانت مفيدة وسهلة الهضم وكلما قلت التأثيرات السلبية على الجسم وأعضائه. الجسم يأخذ احتياجاته وفي الغالب يكفيه القليل، وزيادة الطعام لا فائدة منها للجسم بل قد تسبب تأثيرات سلبية فالكميات الفائضة من الطعام ستُشعرك بالخمول والكسل بالذات إذا تناولتها دفعة واحدة. 2 - زيادة الخضراوات والفواكه كونها مصدراً لأغلب الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية وفوائدها لا تعد ولا تحصى. 3 - تقليل السكريات والدهون. 4 - تنظيم مواعيد تناول الطعام. 5 - الإكثار من الماء. 6 - عدم إدخال الطعام على الطعام. 7 - تناول الزبادي يومياً 8 - ابدأ يومك بفطور صحي. 9 - تناول العناصر الغذائية باعتدال، أي لا تزيد النشويات أو البروتينات أو الدهون على حدودها الموصى بها، والتنويع في الغذاء مطلب صحي. 10 - قلل من اللحوم الحمراء وتخلص من الشحوم وجلد الدواجن قبل طهيها. 11 - تناول الأسماك مرة أو مرتين في الأسبوع. 12 - حدد يومين أو ثلاثة ليكون الغداء من دون لحوم أو دواجن ويكون بديلها الممتاز الخضراوات. 13 - تجنب الإفراط في استهلاك الكافيين من القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة. 14 - تجنب أكبر عدوين السكر والملح. 15 - فكر كثيراً في صحتك وصحة أسرتك، عندما تضع الصحة نصب عينيك سيتحسن نمط حياتك، وعندما تتذكر مسؤوليتك عن أسرتك وأطفالك سيساعدك حتماً على الانضباط بالحياة الصحية المعتدلة. 16 - تناول طعامك بانتظام، لأن الإنزيمات تعمل في أوقات معينة حسب نظامك اليومي، فتغيير مواعيد تناولك الطعام يربك إفراز الإنزيمات مما يسبب مشكلات صحية بسبب عدم اكتمال هضم وتمثيل الطعام. الإكثار من الماء زيادة الخضروات والفواكه مفيدة ضع لنفسك نظاما محدداً في كميات الطعام التي تتناولها