أظهرت نتائج نتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا فوز "حزب التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان أمام حزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام". وبحسب التقديرات الأولية فإن حزب لوبان احتل المرتبة الأولى (فرنسياً) بحصوله على حوالي 23 % من الأصوات، متقدماً على تجمع ماكرون الوسطي الذي حصل على 21 % من الأصوات. وقالت لوبان إنها "فرحة غامرة" ووصفت النتيجة بأنها "انتصار للشعب"، وعلى الرغم من أنها انتخابات تختار ممثلي فرنسا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن لوبان دعت ماكرون إلى حل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة وهو الأمر الذي تجاهله الحزب الحاكم في السابق. وتعتبر الانتخابات، استطلاع رأي حاسم على شعبية ماكرون، الذي تحدث عن انتخابات البرلمان الأوروبي على أنها صراع وجودي بين التقدميين المؤيدين المنظومة (الاتحاد الأوروبي) التي يؤمن بها ماكرون، والقوميين المتطرفين الأوروبيين الذين تمثلهم لوبان. وكانت هذه أول انتخابات للفرنسيين بعد ستة أشهر من احتجاجات (السترات الصفراء) ضد الحكومة والتي أسفرت عن أعمال شغب وموت وإصابات في جميع أنحاء فرنسا. وشهدت المناطق التي تحظى بتجمعات ناخبة تدعم "لوبان" إقبال كبير على صناديق الاقتراع، وخاصة في المناطق الريفية التي اندلعت فيها احتجاجات السترات الصفراء. وانتخب الفرنسيون عن حزب "التجمع اليميني، جوردان بارديلا، 23 عام والذي سيكون أحد أصغر أعضاء البرلمان الأوروبي على الإطلاق. وعلى الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى اكتساح اليمين القومي المناهض للهجرة في كل أوروبا، إلا أن موجة اليمين لم تتقدم كما أظهرت استطلاعات الرأي حيث حقق اليساريون وأحزاب الخضر المؤيدون للهجرة مكاسب عالية. وكانت نسب المشاركة أوروبيا في الانتخابات هي الأعلى منذ 25 عامًا.