كتبت مجلة الفورين بوليسي الأميركية، مقالاً يسلّط الضوء على جانب جديد من التحديات التي تواجه إيران حيث رأت الصحيفة أن الشركاء التجاريين التي فكّرت إيران بالتعويل عليهم لإنشاء تحالف تجاري وجيوسياسي دولي ينقذ اقتصادها قد فشل، ولكن لأسباب مختلفة منها أن العلاقة مع إيران باتت تخيف حتى أقرب حلفائها. وجاء في الفورين بوليسي: «كان هدف إيران هو حشد المزيد من الدعم من شركائها التجاريين في شرق العالم، وخاصة أصحاب العلاقات المتوترة مع الولاياتالمتحدة، في مقدمة ذلك الصينوالهندوروسيا، إذ زار وزير الخارجية الإيرانيعواصم الدول الثلاث في الأسابيع الماضية». وكشفت المجلة أن هذه الدول الثلاث، وعلى الرغم من انتقادها الشديد لنهج وسياسات إدارة ترمب، وخلافاتها العميقة مع الفريق المتشدد في البيت الأبيض، إلا أن الثلاثي بات يملك مصلحة وأسباب خاصة لمنع إيران من الانضمام إلى هذا النادي (الشرقي). وأوضحت، أن الهند مثلاً وعلى الرغم من الفرصة التي كانت تمتلكها لشراء النفط الإيراني بأسعار رخيصة ومنافسة جداً، إلا أنها قررت عدم تحدي الولاياتالمتحدة، ووقفت مشترياتها من إيران وذلك لأنها ستضطر إلى إنفاق مبالغ أكبر بكثير إذا لم تمتثل للعقوبات، إضافة إلى أن فوز ناريندرا مودي في الانتخابات الهندية مجدداً يعني أن الهند ستتخلى عن إيران تماماً، إذ كان وزيره للبترول قد صرح بعد إزالة واشنطن الاستثناءات لمشتري النفط الإيراني قائلاً: «لقد وضعنا خطة قوية لتعويض نقص الوقود من مشترين آخرين غير إيران». روسياوإيران رأت الفورين بوليسي أن روسيا باتت تحتل جزءا كبيرا من هواجس وقلق الإيرانيين، إذ تأخذ موسكو مواقف مقربة من واشنطن رغم الاعتراضات، كما أبدت موسكو رغبتها بعلاقات ممتازة مع واشنطن أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للكرملين، حيث قال نظيره سيرجي لافروف: إن الولاياتالمتحدة هي من يتحمل النقص في الصفقة النووية السابقة. خشية إيرانية من الصين بين مقال الفورين بوليسي، أن الصين التي كان من المزمع أن تعتمد إيران عليها، هي النفوذ الآخر الذي تخشى منه إيران اليوم، حيث بدأت الصين تخطط لشراء النفط الإيراني في السوق السوداء، ومن خلال عمليات تعتمد الحيل في البحر لنقل النفط مثل إيقاف تشغيل أجهزة التعقب، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة إيران أكثر من ثلثي قيمة النفط الذي ترسله إلى الصين. وبينما تتفهم روسياوالصينوالهند إحباطات إيران، إلا أنها لا تملك مواقف أكثر نفعاً لطهران من المواقف الأوروبية التي لا تملك ما يكفي لحماية مصالحها ومصالح إيران على حد سواء. وعلى الرغم من اتفاق عدد من الدول على مسار إدارة ترمب مع إيران، إلا أن العقوبات بحسب «فورين بوليسي» ليست المحفز الأول للابتعاد عن إيران، ولكن دولا مقربة منها مثل الصينوالهندوروسيا تمتثل مع الضغوطات على إيران، لأن بناء طهران ل «قنبلة نووية» لا يريد أحد بالفعل (خاصة المقربين) أن يحدث.