يعد علم المعالجة بالأحجار الكريمة أحد علاجات الطب البديل، والأحجار الكريمة - وبالأخص البلورية منها - قد تشكلت منذ أكثر من مليون عام بين طبقات باطن الكرة الأرضية، وهي مستمرة في نموها وتطورها إلى الأبد سواء فوق سطح الأرض أم تحته، ويتميز تشكل الأحجار النفيسة بتنوعه الفني سواء من حيث الشكل واللون والبريق، ما يمنحها مسحة ساحرة من الجمال الخلاب. والأحجار الكريمة إما أحجار كريمة نفيسة أو نصف نفيسة، وما يضفي على الأحجار الكريمة الطبيعية قيمتها هو في الحقيقة أسرار تكوينها، وتعدد ألوانها، وتنوع بريقها، وشفافيتها، ودرجة صلابتها، وندرتها، وخواصها الكيميائية البصرية الضوئية والفيزيائية، ما جعل هذه الأحجار تحظى بأهمية تاريخية فائقة على مر العصور، حيث ترسخت لدى الأمم القديمة والحديثة الاعتقادات القوية بوجود طاقة عجيبة للأحجار الكريمة، فكان ولا يزال ينظر إليها بوصفها رمز السلطة والعنفوان والسيادة، فرُصعت بها تيجان الحكام وأسلحتهم. ولقد تمتع العرب بقيمة الأحجار الكريمة المادية والنفسية والعلاجية، وبالأخص قدماء العرب حيث كانوا من أول من قدروها، وعدوا أن معالجة الأمراض بالأحجار الكريمة علم من العلوم الطبية، فاستخدموا الزيركون بوصفه مضاداً للحساسية وفقر الدم، والفيروز لمفعوله النفسي وتأثيره المضاد لخفقان القلب، وكذلك مقاومته لداء الصرع، وحجر القمر لمنفعته الكبيرة في مواجهة الاضطرابات الهرمونية الأنثوية وحالات العقم، وحجر الجزع الذي يوقف نزف الدم، ويسهل الولادة، ويعالج اليرقان، وحجر عين الشمس (الأوبال) الذي ينشط الجسم، ويهدئ الأعصاب، ويقوي العظام، ويكافح الربو، وحجر الإثمد الذي يقوي أعصاب العين، ويخفف الوزن، ويلئم الجروح والقروح ويحافظ على جمال وصحة الشعر والأجفان، وحجر اللازوريت الذي يسكن الآلام، وحجر السيترين المقاوم للقلق والعصبية والإجهاد ولمرض السكري، وحجر السربنتين المتعدد الألوان والأشكال مفيد لداء الشقيقة (الصداع النصفي). علم طبي إن الأحجار الكريمة غنية بخباياها العجيبة، وبقدرتها الشفائية الدفينة التي لا يزال الإنسان منذ العصور الأولى يعمل جاهدا على اكتشاف سر أعماقها التي عمرها من عمر الأرض. يعد العلاج بالأحجار الكريمة علما طبيا مستقلا وقائما بذاته من أنواع الطب البديل. وكان العرب قد ورثوا علم الأحجار الكريمة من الإغريق وطوروه وزادوا عليه من معارفهم الطبية العلمية حتى أصبحوا رواده بدرجة مميزة، ونقلت الشعوب الأخرى تعاليمهم المتعلقة بالأحجار الكريمة التي ترجمت من العربية إلى مختلف لغات العالم القديم. وللأحجار الكريمة استخداماتها الواسعة في الطب الطبيعي البديل، فهي مفيدة في علاج الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية والعاطفية في آن واحد، وتستمر الأبحاث والدراسات الهادفة إلى تطوير هذا العلم بين العديد من بلدان العالم، ولاسيما بين الصين والهند واليابان، إذ ينكبّ علماء الطب الطبيعي والفلك على اكتشاف الأحجار والكواكب والأبراج وتحديدها التي تعمل على مساعدة الإنسان ومده بالطاقة. والعلاج بالأحجار الكريمة فلسفة حياة متكاملة، تنطلق من تحرير الجسم من السموم، وتنقية الفكر عن طريق الاسترخاء والإيمان والتقرب من الخالق - عز وجل - حيث إن ذلك يساعد على إبعاد مخاطر الأمراض عن الإنسان. لقد بهرت الأحجار الكريمة أعين الناس وأسرت أفئدتهم عبر مختلف العصور والأزمنة، وكانت موضع إعجاب ودهشة وتقدير حتى وصلت إلى درجة القداسة، فأقيمت لها الطقوس والمراسيم الخاصة، كما حصل مع حجر اللازوريت في مصر القديمة، إذ استخدم المصريون القدماء الكثير من الأحجار الكريمة كطلاسم وأحجبة وصنعوا منها حليهم، فاستعملوا مثلا حجر الفيروز للحماية والوقاية من الشياطين والجن، كما أن شعوب الأنكا والأزتيك والهنود الحمر، الذين يعدون سكان أميركا الأصليين، قد استعملوا الأحجار الكريمة للشؤون الدينية للتقديس والشفاء، وأقاموا هالة كبيرة من الأبهة والطقوس الدينية. إن مثل هذا الاستعمال للأحجار الكريمة يعد في الحقيقة شعوذة، ولا يدخل في مبدأ العلاج بالأحجار الكريمة، ويجب أن نستخدم عقولنا وعدم الانصياع إلى استخدام الأحجار الكريمة في مثل هذه الادعاءات وهذه الخرافات التي قد تخرج الإنسان من دينه، وعلينا التوخي والدقة في استعمال الأحجار الكريمة، وألا نستعملها إلا بعد ثبوت فاعليتها الطبية من الناحية العلمية كما سنوضح ذلك لاحقا. آلية عمل المداواة بالأحجار ترتكز آلية عمل المداواة بالأحجار النفيسة على أساس وضعها على نقاط أو مراكز محددة موجودة بين أيدي الشخص المريض وأرجله، وكذلك في بعض النقاط أو المراكز الموجودة في جسم الإنسان، وهي معروفة ومحددة، ويميزها المعالج بالطب البديل. هذه النقاط أو المراكز تشير إلى المرض الذي يعانيه الشخص، ففي حالة المشكلة الصحية في المعدة مثلا يوضع الحجر الكريم على نقطة المعدة أو مركزها. إن الأسلوب الأساسي المتبع في علم المعالجة بالأحجار الكريمة يعتمد على وضع الأحجار على نقاط الجسم أو مراكزها بهدف تنشيطها. ويجب الحذر واليقظة عند استخدام الأحجار الكريمة، حيث إن بعضها قوي للغاية ويبث طاقة قوية جدا قد تسبب للشخص آثارا سلبية ناجمة عن عدم استعداده المسبق لاستقبال مثل هذه الكمية الكبيرة من الطاقة ما قد يسبب له الآلام والنوبات العصبية. ويفضل في الطب الطبيعي استعمال الحجر الكريم بشكله الموجود به في الطبيعة وتفادي صقله أو كسره أو ثقبه، حيث إن ذبذبات الطاقة موجودة في داخله، وعلينا ألا ننسى أن لكل حجر طاقته الخاصة التي لا تتكرر مع حجر آخر، هذه الطاقة تساعد على علاج الأعراض المرضية الجسدية والنفسية على حد سواء. وبالرغم من المزايا الصحية العالية والقيمة للأحجار الكريمة في معالجة العديد من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية، إلا أنها لا تشفي الأمراض في مراحلها المتقدمة والمتفاقمة، كما بين حالات الأورام السرطانية عندما يبلغ المصاب الدرجة السابعة من درجات المرض، ما يقلل إلى أدنى حد إمكانيات شفائه. وينصح المعالجون بالأحجار الكريمة باستعمال حجر واحد وليس حجرين في الوقت ذاته كيلا تضعف الطاقة، كما أنه من المفضل للنساء الحوامل تحاشي إمساك الأحجار الكريمة ذات التركيب المشتمل على معدن النحاس كحجر الملاكيت والفيروز على سبيل المثال. حجر القمر