سيصل بنا حال التقلب في الأجواء الرقمية إلى مثل حال اهتمامنا بتقلبات الطقس والمناخ والرياح وغيرها؟ أعتقد أن الأمر دخل مرحلة حرجة من التلوث الرقمي عند طرح موضوع يتعلق بالدين فتجد من يبادر بالتهجم والتصنيف وزيادة الكراهية مما يوحي أن هناك جهة تقف وراء تلك الهبة الرقمية. ويقاس على ذلك عند طرح موضوع عربي – عربي تجد من يبدأ بنفث سمومه الرقمية ليشتت الانتباه ويخلق حالة من اليأس بعلاقات عربية – عربية تبنى على المحبة والمصالح. وكم أتمنى أن نقوم برسم خارطة لجغرافيا الكراهية والحقد التي استشرت وستزيد في عالمنا العربي حتى باتت تأتي من المهاجرين القدامى. ستكشف لنا هذه الخريطة مناطق انتشار فيروس الحقد حتى يتم وضع نظام حجر رقمي يتم التعامل معه مبكرا. فالنار الرقمية باتت تقتل التفاؤل بعلاقات عربية – عربية وحتى إسلامية لأن هناك من يترجم حتى تصنيف الإسلام دين الوسطية والتسامح بتصنيفات حاقدة. إذا كنا نشفق على أمتنا العربية من انتشار الكراهية بين الشعوب فنقول إنها تجاوزت مرحلة الأعراض المرضية وأصبحت من الأمراض المزمنة بل والمستعصية على الحلول الباهتة. ولكي أكون أكثر صراحة لا تبشر خارطة أجوائنا الرقمية بسماء صافية، فالعوالق الترابية أصبحت تأتي من كل اتجاه. وباتت تتطلب مرحلة جديدة من مراحل التنسيق بين أعضاء عاصفة الحزم للقيام بواجب الدفاع الرقمي جنبا إلى جنب مع حمل السلاح. فعالمنا العربي هناك من ينفث فيه السموم الإيرانية التركية القطرية وحتى المحسوبة على بقية الميليشيات التابعة لإيران. وضع لا نحسد عليه ولكن إذا عملنا مبكرا استطعنا تنقية الأجواء ومعرفة حركة رياح الحقد من أين تأتي فيتم التعامل معها. فهذه الشدائد الرقمية عرفنا بها الصديق من العدو، وأول مكان للكشف عن فيروسات التلوث تكون في كتبة التعليقات المريضة وعلاجها بالرد وتبيان الحقيقة وتكوين سلاح الردع المعرفي. كان الله في عون أمتنا العربية التي وجدت نفسها ضمن خارطة رقمية ممزقة وتسود أجواءها ثقافة الفرقة والتناحر، فنسأل الله أن يبدل حالنا المرضي لتصبح سحابة صيف أمطرت حقدا فأقلعت.