للعام الخامس على التوالي يحل شهر الصوم على اليمنيين مستقبلينه بمعاناة قاسية وتدهور في الأحوال المعيشية المتردية، مع افتقاد للخدمات وانفلات أمني، خصوصاً في المحافظات والمناطق التي ترضخ لاحتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتحدث ل»الرياض» عدد من اليمنيين مبدين إصرارهم على الفرح باستقبال الشهر وتذوق نكهته وروحانيته رغم تعكير الحرب الانقلابية لصفو أجوائه حيث تشن الميليشيا حرباً طائفية على عقيدة الشعب اليمني متعدية على الحرية الدينية لمعظم السكان مانعة المسلمين من إقامة صلاة التراويح في عدد كبير من مساجد العاصمة وفي محافظات صعدة وعمران وذمار وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها تلك الميليشيا، ويذكر السكان أن الحوثيين حولوا المحافظات الواقعة تحت ضغطهم إلى سجن كبير فارضين عادات وطقوساً طائفية لم يعتدها الشعب اليمني، وقد ازدادت صعوبة استعدادات اليمنيين لاستقبال الشهر أكثر من الأعوام السابقة، بسبب تزايد حدة القمع وارتفاع نسبة جرائم الانقلابيين وإنهاكهم للمواطنين بشكل كبير من خلال فرض جبايات مالية مضاعفة وبسبب قرار الميليشيا برفع الأسعار إلى مستويات جنونية وبنسبة 80 في المئة عما كانت عليه في العام المنصرم شاملة المواد الغذائية والوقود ومادة الغاز المنزلي، حيث بلغ سعر أسطوانة الغاز سعة 20 لتراً (10000) ريال يمني، في السواق السوداء التي تديرها الميليشيا وتشكل لها أحد أهم مصادر التمويل والإثراء غير المشروع، وبسبب ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية تراجعت الطاقة الشرائية لدى السكان والأسر محدودة الدخل مع استمرار انقطاع مرتباتهم وسرقتها منذ ثلاثة أعوام من قبل ميليشيا الانقلاب المدعومة إيرانياً، حيث تستمر تلك الميليشيا في السطو على رواتب 1.2 مليون موظف يمني من خلال نهب إيرادات الدولة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، إضافة إلى سلب عائدات وضرائب الوقود والجمارك والقطاع الخاص والبنوك التجارية وشركات الاتصالات والإنترنت وأموال الزكاة، إلى جانب الاستحواذ على ضرائب تجار الواردات والمصنعين والشركات الخدمية الخاصة وصغار التجار وتحويلها لصالح تمويل مجهودها الحربي، ويصوم المواطن اليمني الواقع تحت احتلال الحوثيين وهو يفكر من أين يأتي بوجبة الإفطار، بينما تكون الميليشيا في تلك اللحظة تنهب السلال الغذائية المخصصة للفقراء والمحتاجين وتحويلها إلى مجهود حربي أو بيعها في أسواق العاصمة اليمنية صنعاء كما سبق وكشفت «الرياض». والأكثر فظاعة أن الميليشيا تستغل قلق اليمنيين الذين لا يملكون قيمة الوجبة التالية، فتطرح عليهم عروضاً للالتحاق بالجبهات ومشاركتها في القتال ضد السلطة الشرعية باعتبار ذلك خياراً وحيداً أمامهم، ويشير أحد طلاب جامعة صنعاء في المستوى الرابع بكلية التجارة والاقتصاد إلى أن الأسواق اليمنية قبل الانقلاب كانت تزدحم وتزداد فيها حركة البيع والشراء بفعل الإقبال الكبير على شراء متطلبات رمضان وشراء السلع والمواد المخصصة بالمائدة الرمضانية ونكهتها الخاصة مثل مكونات «السمبوسة، والشفوت، والشُربة، والفتّة بجميع أنواعها، والصانونة السمك، وبنت الصحن، والرشوش ..إلخ» أما اليوم وبعد الحرب الانقلابية ونتيجة لها، فلم يعد اليمنيون يملكون القدرة على توفير أبسط احتياجاتهم الأساسية والضرورية، وبات تفكيرهم منصباً حول كيفية الحصول على لقمة العيش. قوافل عديدة تتوافد للإغاثة في اليمن